مدينة صينية تستغل مخلفات أشهر أطباقها بتسيير الطائرات
استغلت مدينة شينغدو الصينية مخلفات طبق الفوندو الشهير لديها بشكل ذكي لتوليد وقود للطائرات، من خلال تسليم قرابة 150 ألف طن من المخلّفات السائلة التي تتجمع من زيت الفوندو سنويا، إلى شركة "جينشانغ" المحلية التي تعالجها وتحوّلها إلى وقود صديق للبيئة.
ويقوم مندوبو الشركة بجمع المخلفات من المطاعم ونقلها إلى المصنع في ضواحي المدينة.
ليتم تكريرها للتخلص من الماء والشوائب، وتحويل الناتج إلى زيت صناعي بلون أصفر فاتح.
يُصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة وسنغافورة، حيث يُحوّل إلى وقود للطائرات.
وتأتي الخطوة في إطار جهود الصين لمواجهة تحديات إدارة النفايات والاستدامة البيئية، حيث يمكن أن يلعب هذا النوع من الوقود دورًا في تقليل البصمة الكربونية لصناعة الطيران، والتي تعد واحدة من المصادر الرئيسة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ومن الممكن أن يلعب وقود الطائرات المستدام دورًا أكبر في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية في المستقبل.
اليرقات أحد حلول الهدر الغذائي في الصين
ويصل حجم الإهدار الغذائي السنوي في الصين إلى نحو 350 مليون طن من المنتجات الزراعية، وهو ما يفوق ربع الإنتاج السنوي، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "نيتشر" عام 2021. وفي محاولة للتصدي لهذه التحديات البيئية والاقتصادية، تعتمد بعض المدن الصينية على استراتيجيات مبتكرة لمعالجة مخلفات الطعام.
وتقوم شنغهاي، على سبيل المثال، بالاستعانة بيرقات "ذباب الجندي الأسود" (Hermetia illucens) للاستفادة من مخلفات الطعام، في مصنع لاوغانغ للمعالجة، وهناك توجد غرفة ضخمة تضم 500 مليون يرقة تتغذى على ما يصل إلى 2500 طن من مخلّفات الطعام يوميًا.
عند خروج اليرقات، تفرز مادة يمكن استخدامها كسماد، وتتحول اليرقات بعد تسمينها إلى طعام للماشية في المزارع.
يأتي هذا في إطار خطة شاملة أطلقتها الصين لمكافحة انبعاثات غاز الميثان، الذي تطلقه مخلفات الطعام المتحللة ويعتبر من غازات الاحتباس الحراري. وتعكس هذه المبادرات التزام الصين بالاستدامة والابتكار للتصدي للتحديات البيئية وتحسين إدارة الموارد الغذائية.