سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


تآكل الشواطئ في تونس.. سواحل الحمامات أصبحت مهددة


تعاني السواحل التونسية من انجراف للتربة بسبب تقدم البحر وخاصة في سواحل مدينة الحمامات الساحلية (شمال شرقي)، ما تسبب في تعرية محطة الصرف الصحي المركزة بالشاطئ وتسرب مياه التطهير إلى البحر.
ويتقدم البحر في سواحل الحمامات بنسق 3 أمتار في السنة ويواجه اليوم إشكالية كبرى لأن الأمواج تقترب من الطرقات ومن المنازل. والانجراف البحري هو تآكل السواحل عبر غمرها بمياه البحر وهناك سواحل صخرية وأخرى رملية.
ومن أسباب الانجراف البحري، تعدي المواطنين على الكثبان الرملية وهي التي تحمي الشاطئ من الانجراف بإنشاء مؤسسات سياحية قريبة من الشواطئ.
كما يقلص تآكُلُ الشواطئ من مساحاتها ليقترب البحر أكثر من المنازل والمطاعم والنزل القريبة منه، والتي باتت مهدّدة بالزوال، في حين تحاول السلطات التونسية إيجاد حلول دون مزيد من تقدّم البحر.
وتخسر تونس سنوياً عشرات الكيلومترات من شواطئها مع تقدّم مستوى البحر في اتجاه اليابسة.
ونظم الأحد أهالي مدينة الحمامات وقفة احتجاجية تنديدا بتسرب مياه الصرف الصحي إلى البحر بعد تعرية القنوات بالكامل.
وأطلق نشطاء بالمجتمع المدني صيحة فزع أمام تفاقم التلوث البحري سنة تلو الأخرى، دون تدخل من السلطة المعنية لوقف هذا النزيف المتأتي من قنوات ديوان التطهير.
ودعا سالم الساحلي الناشط بالمجتمع المدني ورئيس جمعية التربية البيئية بالحمامات إلى ضرورة تدخل السلطة المحلية وإنقاذ شاطئ مدينة الحمامات من التعرية ومن التلوث نتيجة تسرب مياه التطهير للبحر.
وأكد أن تقدم البحر في مدينة الحمامات أصبح ملحوظا ولا بد لوزارة البيئة أن تدخل لتحويل محطة الصرف الصحي إلى مكان آخر خاصة وأن المياه الملوثة قد تسربت للبحر.
وأشار إلى ضرورة التدخل العاجل لكل الجهات المختصة، وخاصة وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والديوان الوطني للتطهير لاتخاذ كل الإجراءات الحمائية لاي طارئ.
وأوضح أنه تم رفع عينات من مياه البحر إلى مراكز التحاليل وتبين وجود بكتيريات يمكن أن تعدي المواطنين الذين يقصدون البحر للسباحة ولصيد الأسماك. وأكد أن هناك إمكانية تفشي عديد الأمراض الجلدية والأمراض الجرثومية وغيرها من الأوبئة الخطيرة على غرار شلل الأطفال وحمى المستنقعات والالتهاب الكبدي والالتهابات المعوية، وأمراض أخرى تنتقل عبر الأوساط الملوثة لا سيما مياه البحر إما بالسباحة في هذه المياه أو بطريقة غير مباشرة من خلال استهلاك منتوجات البحر الملوثة.
وأفاد بأن اندثار شاطئ الحمامات الموجود على مقربة من برجها الأثري يعني تغيير وجه الحمامات المدينة السياحية الأبرز في تونس وفقدان إشعاعها.
وأشار إلى أن النشاط السياحي المميز لجهة الحمامات أصبح مهددا بفعل اهتراء وتضرر قنوات الصرف الصحي والتسرب الكبير الذي تشهده شواطئ الجهة بما يمثل تهديدا خطيرا لقطاع الصيد البحري وخطرا على الثروة السمكية والتنوع البيولوجي.
وللإشارة فإن "الحمامات" التونسية التابعة لمحافظة نابل (شمال شرق)، مدينة من أجمل المدن في تونس، وهي الوجهة الأولى للسياحة بالبلاد.
وتعول السلطات التونسية على مدينة "الحمامات" في استقطاب أعداد هامة من السياح.
وتضم مدينة الحمامات، عددا من المنتجعات السياحية والفنادق، والمدن الترفيهية، التي تراعي كل الأذواق والأعمار إضافة للمطاعم الفاخرة بأكلاتها المتوسطية المتنوعة، ومراكز التسوق القريبة من الفنادق، وحمامات مياه البحر، ومنتجعات المياه الحارة، التي يقصدها السياح للاستشفاء والاستجمام.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,