اختبار للكشف المبكر عن باركنسون.. علامة حيوية تحدد المرض
ينتج مرض باركنسون والأمراض التنكسية العصبية ذات الصلة عن تغيرات في الدماغ تحدث قبل وقت طويل من ظهور الأعراض، مما يجعل التدخل المبكر أمرا صعبا.
وفي محاولة لحل تلك المشكلة، سعى الباحثون لإنشاء طريقة يمكنها تحديد مرضى باركنسون أو ما يعرف بـ"الشلل الارتعاشي" في وقت مبكر، مما يسمح بتدخل أكثر فعالية لإبطاء تطور المرض، ويزعم باحثون من مستشفى بريجهام والنساء بأمريكا، أنهم نجحوا في ذلك، عبر التوصل لطريقة تكتشف علامة حيوية قابلة للقياس يمكن أن تساعد في تحديد مجموعات المرضى المستهدفة في مراحل المرض المبكرة.
والعلامة التي حدد الباحثون إمكانية قياسها، هي "ليفات ألفا سينوكلين"، وهي عبارة عن تجمعات بروتينية غير طبيعية تلعب دورا مهما في العديد من الاضطرابات التنكسية العصبية، بما في ذلك مرض باركنسون، والضمور الجهازي المتعدد، والخرف.
وخلال بيان صحفي أصدرته جامعة بريجهام، أعلن الباحثون نجاحهم في تطوير منصة فحص جزيئية للكشف عن هذه التجمعات البروتينية وتحديد كميتها في العينات، بما يساعد في تحديد المرضى الذين يمكن اتخاذ إجراءات سريعة لعلاجهم قبل تطور المرض.
وتستطيع المنصة التي طورها الباحثون الكشف عن هذه التجمعات البروتينية غير المرغوب فيها في أنسجة المخ وعينات السوائل، ويهدف الباحثون مستقبلا إلى تحسين هذه الاختبارات التشخيصية السريرية، بهدف اكتشاف تلك التجمعات البروتينية في الدم والسوائل البيولوجية الأخرى، كما سيستكشفون إمكانات المنصة لفحص الأدوية، وربما تحديد المثبطات أو أهداف الأدوية المرتبطة بتراكم التجمعات البروتينية.
ويقول ديفيد والت، من قسم علم الأمراض في جامعة بريجهام، والباحث الرئيسي في هذا المشروع: "يعد هذا العمل خطوة مهمة نحو هدفنا المتمثل في تطوير طريقة لاكتشاف وقياس العلامة الرئيسية لمرض باركنسون لمساعدة الأطباء على تحديد المرضى في وقت أبكر بكثير".
ويضيف أن "وجود علامة حيوية يمكننا قياسها سيساعد أيضا في تحديد المرشحين الجدد للأدوية، واختبار آثارها على مجموعات أكثر استهدافا من المرضى في المراحل المبكرة من المرض".
وفي جميع أنحاء العالم، يعاني أكثر من 10 ملايين شخص من مرض باركنسون، والذي تزداد نسبة الإصابة به مع تقدم العمر في المجتمعات التي ارتفع فيها متوسط العمر المتوقع أيضًا في العقود الأخيرة.
في الولايات المتحدة وحدها، يتم تشخيص ما يقرب من 90 ألف شخص بداء باركنسون كل عام.
وحتى الآن، يجب على الأطباء الاعتماد على الفحص العصبي والتاريخ الطبي للمرضى عند تشخيص مرض باركنسون، ومع ذلك، بحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض السريرية، يكون المرض قد أحدث ضررا لا يمكن إصلاحه في الدماغ.
وحاليا، لا توجد اختبارات دم أو اختبارات معملية لتشخيص مرض باركنسون لدى المرضى الذين ليس لديهم استعداد وراثي معروف، والذين يمثلون حوالي 90% من مرضى باركنسون.