كان الزلزال الذي نجم عن تنفيذ كوريا الشمالية في 3 سبتمبر عام 2017 تجربتها النووية السادسة والأخيرة أشد قوة من السابق والصدمة أكبر حتى أن وزير الدفاع الأمريكي حينها هدد برد ساحق.
بيونغ يانغ أعلنت في ذلك الوقت أنها أجرت تجربة على قنبلة هيدروجينية بقوة تقدر بـ 250 كيلوطن، وتحديدا على رأس حربي يمكن وضعه على صاروخها العابر للقارات من طراز "هواسونغ -14".
كانت تلك التجربة النووية الأخيرة والأكثر قوة لكوريا الشمالية بمثابة فصل جديد في المواجهة واستعراض العضلات بين بيونغ يانغ والغرب.
كان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون قد اعلن قبل ذلك في عام 2015 أن بلاده تمتلك القنبلة الهيدروجينية وفي العام التالي 2016 أجرت تجربة نووية أكدت أنها كانت قنبلة هيدروجينية إلا أن خصوم كوريا الشمالية شككوك في صدق هذا الإعلان بسبب تقديرهم أن قوة التفجير غير مناسبة.
الوضع تغير تماما مع التجربة النووية التي أجريت في سبتمبر 2017.
تبين أن القوة الناجمة عن التفجير تزيد عشرات المرات عن التجارب النووية السابقة لكوريا الشمالية.
بيونغ يانغ أجرت في المجمل ست تجارب نووية احت الأارض، أولها في عام 2006، وقدرت قوتها بـ 2 كيلوطن.
التجربة النووية الثانية لكوريا الشمالية نفذت في عام 2009، وقدرت قوتها بـ 5.4 كيلوطن.
التجربة النووية الثالثة جرت في عام 2013 وقدرت قوتها كحد أقصى بـ 16 كيلو طن.
عام 2016 كان مختلفا، وشهد إجراء كوريا الشمالية تجربتين نوويتين.
في الترتيب كانتا الرابعة والخامسة.
قوة هاتين التجربتين النوويتين قدرتا على التوالي بـ 16.5 كيلو طن و25 كيلو طن.
التجربة النووية السادسة والتي جرت في 3 سبتمبر 2017 في موقع التجارب النووية "بونجي ري" الواقع في تضاريس جبلية بمنطقة كيلجو بمقاطعة هامغيونغ الشمالية، كان بمثابة ذروة التجارب النووية الكورية الشمالية، وقد قدرت قوتها في تعديلات لاحقة ما بين 70 إلى 280 كيلو طن.
قوة الزلزال الذي رصد وقت التجربة في كوريا الشمالية من مراصد الدول المجاورة وكذلك الولايات المتحدة والتي زادت عن ست درجات قطعت الشك باليقين بأن بيونغ يانغ تمكنت من صنع راس حربي لقنبلة نووية هيدروجينية كان زعيمها استعرض نموذج لها عقب التجربة.
وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت، جيم ماتيس صرّح بأن التهديدات التي ترسلها بيونغ يانغ إلى الولايات المتحدة وحلفائها لن يتم تجاهلها وأنها "ستواجه برد عسكري هائل"، سيكون "فعالا وساحقا".
كوريا الشمالية بدورها كانت أعلنت في بيان وقتها أنها فجرت قنبلة هيدروجينية، وتوعدت باستخدامها ضد أي معتد يهدد سلامة البلاد.
بدا الأمر كما لو أن الزعيم كيم جونغ أون بعد ما جرى في العراق وليبيا، تصرف بطريقة مختلفة. في آخر المشوار، أجرت بلاده تجربة على قنبلة هيدروجينية، وبعد عام في 3 سبتمبر عام 2017، أشرف على تفجير رأس حربي لقنبلة هيدروجينية، ثم نشر صورة كان التقطها وهو يتفقد نموذجا لهذا الرأس الحربي الحراري وأغلق الباب خلفه.