يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على لبنان لليوم التاسع على التوالي، مرتكباً مزيداً من المجازر بحق المدنيين، بتدميره مباني سكنية في الجنوب والبقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت.
أغار الطّيران الحربي الإسرائيلي،على العاصمة اللبنانية بيروت، مستهدفاً في غارة أولى مبنىً "سيلفر تاور" السكني في محيط مستشفى الزهراء في الضاحية الجنوبية لبيروت. أما الغارة الإسرائيلية الثانية فاستهدفت شقة داخل مبنى بالقرب من دوار الجندولين بمحيط السفارة الكويتية في بيروت.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأنّ سحب الدخان ارتفعت في سماء المنطقة من مكاني الاستهداف، فيما هرعت سيارات الإسعاف الى المكانين. وعملت فرق الإطفاء على إخماد الحريق في الشقق المستهدفة، فيما لم يبلغ بعد عن سقوط ضحايا مع إظهار المشاهد الأولية التي انتشرت لأضرار مادية كبيرة لحقت بالمبنيين ومحيطهما، حيث تناثر الحطام على الشوارع والسيارات والأوتوستراد الرئيسي لمنطقة الجناح في بيروت. وكان المتحدّث باسم "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد زعم في تصريح سابق، بأنّ "الجيش هاجم بشكل موجّه وبدقّة في بيروت".
اعتداءات الجنوب
وفي آخر المجازر في الجنوب، ارتقى 10 شهداء وأصيب عدد من الجرحى في عدوان إسرائيلي على بلدة الداودية. كما أُصيب الأب غريغوريوس سلوم، كاهن رعية إبل السقي للروم الأرثوذكس إصابة خطيرة جداً، من جراء غارة إسرائيلية على البلدة، حيث يخضع لجهاز التنفس الاصطناعي، فيما يقوم الصليب الأحمر اللبناني الآن بنقله الى مستشفى الروم في بيروت.
ويعمل الجيش اللبناني على إعادة فتح الطريق التي قطعها الاحتلال الليلة الماضية بين إبل السقي وكوكبا.
وأغار الطيران الحربي المعادي قرابة الثامنة والنصف صباحاً، على مبنى ومنزل في حي الذهبية في بلدة كفرتبنيت، ما أدى إلى تدميرهما وإلحاق أضرار فادحة في المنازل المجاورة والسيارات. وأيضاً، أغار الطيران الحربي المعادي على الخيام، بالتزامن مع قصف مدفعي تتعرض له البلدة، فيما أغار الطيران المسيّر على بلدة عين عرب، بحسب مراسل سيريا ستار تايمز. كذلك، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن إصابات وتدمير منازل في غارة إسرائيلية مُعادية على يحمر الشقيف في الجنوب.
ويُشيع أبناء مدينة صيدا اليوم شهداء مجزرة عين الدلب التي ارتفعت حصيلتها إلى 60 شهيداً، بحسب مراسل سيريا ستار تايمز. وفجر اليوم، شنّ الاحتلال غارةً معادية استهدفت منزل قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان اللواء منير المقدح في مخيم عين الحلوة في صيدا جنوبي لبنان، بهدف اغتياله، إلاّ أنّ العملية فشلت، وأسفرت عن ارتقاء 5 شهداء وعدد من الجرحى، بينهم ابن القيادي حسن منير المقدح، وفقاً للحصيلة الأولية.
في غضون ذلك، أشارت الوكالة الوطنية للإعلام عن حركة نزوح لافتة بعد إعلان جنوبي النهر الليطاني منطقة عسكرية.
البقاع
أمّا في البقاع شرقي البلاد، فارتفعت حصيلة الشهداء الذين ارتقوا من جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 9 أيام، إلى 250 شهيداً حتى الآن. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أنّ غارات الاحتلال في الساعات الـ 24 الماضية على محافظة بعلبك الهرمل أدت إلى استشهاد 16 شخصاً وإصابة 48 شخصاً بجروح.
الضاحية الجنوبية
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، يُلاحظ هدوء حذر بعد ليلة تخللتها 8 غارات على مجمعات سكنية، من بينها مبنى قناة الصراط، بحسب مراسل سيريا ستار تايمز في بيروت.
وبحسب مركز عمليات الطوارئ، فقد أدّت الاعتداءات على العاصمة بيروت في الساعات الـ 24 الماضية إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 4 بجروح.
الجيش اللبناني: لم ننسحب من مراكزنا بل نُعيد تموضعنا
إلى ذلك، أكّد الجيش اللبناني، في بيان، أنّ ما نشرته بعض وسائل الإعلام بشأن انسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية عدة كيلومترات "غير دقيق". وأوضح الجيش أنّ وحداته العسكرية المنتشرة في الجنوب "تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها"، مشيراً إلى أنّ القيادة "تواصل التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان". أتى ذلك بعدما تداولت وسائل إعلام أنباءً عن "انسحاب الجيش اللبناني من بعض النقاط على الحدود، وسط التوغل البري الإسرائيلي فجراً". بدوره، أكّد مراسل سيريا ستار تايمز في لبنان أنّ ما ينقله الإعلام الإسرائيلي عن "تقدم بري قرب الحدود عار من الصحة"، مضيفاً أنّ "الجيش اللبناني أعاد تموضعه في منطقة جنوب الليطاني"
بعد قصف "تل أبيب" بصواريخ من لبنان.. "جيش" الاحتلال يوسّع قيوده وصولاً إلى القدس
"الجيش" الإسرائيلي يفرض مزيداً من القيود في منطقتي الشمال والوسط، على خلفية إطلاق حزب الله صواريخ في اتجاه "تل أبيب".
فرض "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، مزيداً من القيود في منطقتي الشمال والوسط، على نحو يشمل القدس المحتلة، بعد أن صادق وزير الأمن، يوآف غالانت، على إجراء تغييرات في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية في منطقة الوسط، على خلفية قيام حزب الله باستهدافها بالصواريخ. وأعلن المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي أنّه سيتم تقليص النشاط في مناطق "تل أبيب"، القدس، الكرمل، وادي عارة، شمالي الضفة الغربية، "هشارون" و"هشفيلا"، تزامناً مع الفترة التي تسبق عطلة "رأس السنة العبرية"، على أن تستمر هذه الإجراءات حتى يوم السبت. وفرض "الجيش" قيوداً على التجمعات، بحيث سيُسمح بتجمع ما يصل إلى 30 شخصاً في الهواء الطلق، و300 شخص في الأماكن المغلقة، بينما أغلق الشواطئ في ظل التصعيد ضد المقاومة الإسلامية في لبنان.
في غضون ذلك، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إلغاء عدة فعاليات في القدس المحتلة، بينها تأدية "صلاة رأس السنة العبرية"، المقررة يوم الأربعاء، عند ساحة حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك. يأتي ذلك بعد أن استهدف حزب الله، في وقت سابق، قاعدة "غليلوت" التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "8200"، ومقرّ "الموساد"، في ضواحي "تل أبيب"، بصليات من صواريخ "فادي 4". ونفّذ حزب الله هذه العملية في إطار سلسلة عمليات "خيبر"، ورداً على استهداف المدنيين والمجازر الإسرائيلية، وبنداء "لبيك يا نصر الله". كما أنّ الاستهداف يأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.