انسحاب معظم المتظاهرين من محيط السفارة الأميركية في بغداد ..حزب الله العراق: لبينا دعوة عبد المهدي مقابل قانون لإخراج القوات الاجنبية
أفاد مراسلنا في بغداد بانسحاب معظم المتظاهرين من محيط السفارة الأميركية في بغداد، بعدما طلب الحشد الشعبي منهم ذلك. من جهته، أكد الناطق باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي، أن الاعتصامات أمام السفارة الاميركية في بغداد قد حققت أهدافها. وفي كلمة أمام المعتصمين توعد محيي الأميركيين بأنه سيتم إخراجهم. وكان "الحشد الشعبي" قد دعا أنصاره إلى احترام قرار الحكومة العراقية بالانسحاب من محيط السفارة الأميركية. وأجريت اتصالات مكثفة من أطراف حكومية رفيعة المستوى حثت كتائب حزب الله العراق على الانسحاب وذلك بعد توتر شهده محيطها. وقد بدأ المحتجّون بإنهاء اعتصامهم في المنطقة. وذكرت وسائل إعلام كتائب حزب الله العراق أن رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي أبلغ الكتائب أنه سيترك منصبه شاغراً إذا لم ينسحبوا من أمام السفارة. وشكرت "الكتائب" كل الذين شاركوا في التظاهرات، قائلة "إننا مع خيار بناء الدولة ولن نحيد في الدفاع عن سيادة وكرامة العراق وشعبه". وأشارت كتائب حزب الله إلى أن تلبيتها لدعوة عبد المهدي بتغيير مكان الاعتصام كان "مقابل العمل لإقرار قانون إخراج القوات الاجنبية"، مضيفة أنها ستتابع الجهد السياسي لا سيما في البرلمان لتشريع القانون المذكور. من جهته، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطات العراقية بحماية البعثة الدبلوماسية بعد اقتحام متظاهرين السفارة الأميركية منددين بعدوان واشنطن على الحشد الشعبي. ترامب قال إنه لا يريد ولا يتوقع حرباً مع إيران، موقفه جاء بعد ساعات على تهديده طهران بدفع ثمن باهظ بعد اقتحام آلاف العراقيين السفارة الأميركية في بغداد. الرئيس الأميركي كان قد قال في تغريدة على تويتر إن إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن الأرواح التي فقدت وعن الأضرار الناجمة، شاكراً للقادة العراقيين استجابتهم السريعة لحماية السفارة.
في المقابل، رفضت إيران الاتهامات الأميركية بشأن دورها في الأحداث الحاصلة في العراق، وحذرت واشنطن من أيّ خطأ في الحسابات أو من خطوات غير مدروسة. وقال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي إن الحشد الشعبي قضى على داعش الذي أوجده الأميركيون والآن ينتقمون منه. وأدان خامنئي العدوان الأميركي على الحشد معتبراً أن الأميركيين ينتقمون لداعش منه. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قال إن العالم يشهد وقاحة أميركية مترافقة مع إهانة الشعب العراقي في الأيام الأخيرة، داعياً إياها إلى الكف عن سياساتها التخريبية في المنطقة. موسوي أوضح أن واشنطن غضت النظر عن مطالب العراقيين بالاستقلال والحرية، وتناست دعمها لصدام وإنتاجها لداعش وقتلها الشعب العراقي. وتعليقاً على الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الهجوم "كان من صنع إرهابيين". بومبيو غرّد على تويتر قائلاً إن الهجوم قد تمّ تنسيقه من قبل إرهابيين، مضيفا أنه تمّ تصويرهم جميعاً أمام السفارة، ذاكراً بالاسم أبو مهدي المهندس والشيخ قيس الخزعلي وهادي العماري وفالح الفياض.
وشارك عدد من القيادات السياسية العراقية وقيادات من الحشد الشعبي في التظاهرة التي وصلت إلى محيط السفارة الأميركية في بغداد أمس الثلاثاء، احتجاجاً على العدوان الأميركي على العراق الذي استهدف مقار لكتائب حزب الله العراق غرب الأنبار، وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر عن إرسال قوات إضافية لدعم القوات الأميركية الموجودة في السفارة، فيما أطلقت الطائرات الأميركية الأقراص الحرارية في محيطها. من جهتها، حذرت كتائب حزب الله العراق الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تبعات ما حدث في العراق. بيان للكتائب قال "ليعلم ترامب أنه ارتكب حماقة كبيرة ستطيحه ومرتزقته في العراق والمنطقة"، وقد أكّد البيان أن المرحلة المقبلة ستشهد إقرار قانون إخراج القوات المحتلة وتوابعها. وشيّع العراق أمس الثلاثاء الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الأميركي على مقر الحشد الشعبي في الأنبار، المشيعون مروا أمام السفارة الاميركية حاملين نعوش الشهداء قبل أن ينصبوا خياماً أمام المقر، وأعلنوا الاعتصام المفتوح للمطالبة بإغلاق السفارة وطرد القوات الأميركية. وأفاد مراسلنا في العراق نقلاً عن مصادر عشائرية بسماع دوي انفجار في محيط قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين، تـــلته اشتباكات في محيط منطقة الجزيرة، إلى ذلك أفاد مراسلنا بأن قوات المارينز تسلّمت مهامها في حماية السفارة، وقد انتشرت مشاهد من داخل السفارة يظهر فيها عناصر أمن السفارة داخل المقر، أثناء التظاهرات أمام البوابات الرئيسية وفي محيطه. الرئيس العراقي برهم صالح اعتبر أن محاولة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد يعد تجاوزاً للسياقات والاتفاقات الدولية الملزمة للحكومة العراقية، وفي بيان أكّد صالح إبلاغ القائد العام للقوات المسلحة أن أيّ اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية، هو فعل ستمنعه القوات الأمنية بصرامة وسيعاقب عليه القانون، مشيراً إلى أن الاحتجاج السلمي حق مشروع ومكفول بحسب الدستور، لكن التعرّض للبعثات الدبلوماسية يعد ضرباً لمصالح العراق وسمعته الدولية. أما رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي فقد قال خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن القوات الأمنية العراقية مستمرة في القيام بواجبها في حماية السفارة الأميركية وباقي البعثات الدبلوماسية، وأشار عبد المهدي إلى أن الحكومة العراقية سعت دائماً للحفاظ على علاقات طيبة بدول الجوار ومنها إيران، وكذلك الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. في المقابل، اعتبر القيادي في الحشد الشعبي جواد الطليباوي أن ما يجري أمام السفارة الأميركية هو رد فعل طبيعي على العدوان الأخير، واصفاً السفارة بأنها وكر للتجسس والأعمال التخريبية في العراق.
حكومة صنعاء تدين العدوان
من جهتها، دانت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء "العدوان الأميركي السافر على العراق الشقيق"، واعتبر مصدر في خارجية حكومة صنعاء في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن العدوان الأميركي "يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وتدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية"، مضيفاً "يجب وضع حد للتدخلات الأميركية في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية".