رايس: ترامب قد يواجه أخطر قرار يخصّ الأمن القومي خلال ولايته الرئاسية
مستشارة الأمن القومي الأسبق سوزان رايس أن قرار الرئيس الأميركي باغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وضع البلدين على سكة تصعيد خطيرة من شأنها التسبب في رقعة حرب واسعة.
نبّهت مستشارة الأمن القومي الأسبق، سوزان رايس، الشعب الأميركي من الإعداد لحرب مع إيران، في وقت "أصبحت احتمالات اندلاعها أعلى مما شهدناه منذ عقود بعيدة". ولفتت رايس في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن "قرار الرئيس ترامب باغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هو قرار غير نبيه استراتيجياً رغم تبريره بأنه أتى في سياق الدفاع عن النفس، وساهم بوضع البلدين على سكة تصعيد خطيرة من شأنها التسبب في رقعة حرب واسعة". كما أوضحت أنه "من غير المرجح أن تكون الإدارة الأميركية بذلت جهوداً لمناقشة الأمر داخل الأطر القيادية أو اتخذت التدابير الضرورية لحماية القوات العسكرية والبعثات الديبلوماسية الأميركية". وعليه، "أضحى المواطنون الأميركيون والقوات العسكرية والتبادلات التجارية في عموم الشرق الأوسط، ضمن دائرة مرمى الصواريخ الإيرانية والخلايا الإرهابية، امتداداً من أفغانستان وأوروبا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، بل وداخل الأراضي الأميركية التي قد تنشط فيها خلايا إرهابية نائمة". بالتوازي، انتقدت المستشارة قرار الرئيس ترامب بالإنسحاب من الإتفاق النووي "وتجاهله نصائح فريقه في الأمن القومي وعدد من الحلفاء، على الرغم من التزام إيران التام بها، الأمر الذي أسس لانطلاق مرحلة التصعيد الراهنة، في ظل عدم تحقيق إدارته أي من أهدافها". وأردفت أن "سياسة الإدارة الراهنة بممارسة أقسى الضغوط الاقتصادية على إيران، لم ترغم طهران على الاستسلام بل على العكس حفزتها على القيام بجملة تحركات عسكرية ضد أهداف غربية وعربية، وعززت نشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة". كما خلصت رايس بالقول أنه "في ظل تعاظم احتمالات الأعمال الانتقامية الإيرانية، يصبح من العسير على الولايات المتحدة اتخاذ تدابير لخفض حدة التوتر وتفادي اندلاع صراع شامل". وأكدت أن "الخطوة المقبلة هي بيد إيران أمام فشل الولايات المتحدة في ردعها للحظة حتى في ظل نشر 14 ألف جندي إضافي في منطقة الخليج". وتابعت، "حينئذ سيواجه الرئيس ترامب أخطر قرار يخص الأمن القومي خلال ولايته الرئاسية، فمزيد من القوة ينطوي عليها مخاطر انزلاق الصراع وتدحرجه نحو مواجهة عسكرية شاملة، أما في حال إخفاقه فإنه يحفز إيران على الإعتداء".