كولونيل أميركي في قاعدة عين الأسد: كنت مصدوماً و لم أخف هكذا في حياتي
"هذا الهجوم غير مسبوق، تجمّع الجنود داخل مخابئ لساعات، تخوفاً من تفاقم النزاع". هذا ما قاله اللفتنانت كولونيل تيم غارلاند في مقابلةٍ أجرتها وكالة "فرانس برس" في قاعدة "عيد الأسد" العسكرية الأميركية غرب العراق،عقب الرد الذي نفذته إيران على اغتيال أميركا قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني في الثالث من كانون الثاني/يناير الجاري. وغارلاند الذي أكد أن رد فعله الأول كان "الصدمة وعدم التصديق"، مشككاً حينها بقدرة إيران أو استعدادها لشن هجوم صاروخي على القاعدة، أشار إلى أن رؤساءه حذروه قبل بضع ساعات، من أن هجوماً سيقع ليلة السابع من كانون الثاني/يناير. وقامت إيران فجر الثامن من كانون الثاني/يناير، بقصف قاعدة "عين الأسد" التي تعد إحدى أكبر القواعد العسكرية العراقية، وتحوي على مركز للتدريب وعدد من الطائرات التابعة للتحالف الأميركي ومستشارين أميركيين، إضافةً إلى قوات التحالف الدولي فيها. بالتوازي، أشار غارلاند إلى أن "وضع القوات في مأمن كان عملاً سريع التفكير والتنسيق بين قادة الجيش والقوات الجوية في عين الأسد"، وبحلول الساعة 11:00، "كان عناصر القوات الأميركية وقوات التحالف قد خرجوا من عنابر نومهم ومكاتبهم، واختبأوا إما في مستودعات محصنة أو تشتتوا في أنحاء القاعدة، وانتظروا وسط التوتر لأكثر من ساعتين". كما أكد الكولونيل صدمته من قوة الضربات قائلاً، "عندما سقطت الموجة الأولى، كان أعلى وأقوى دوي أسمعه في حياتي"، وأضاف "كان هناك شيء غير طبيعي في الهواء، الطريقة التي يتحرك بها والطريقة التي ارتفعت بها حرارة المكان، وموجة الضغط التي حنت الباب وخلعته من مكانه". ولفت إلى أنه "لم يخف هكذا منذ فترة طويلة"، حيث تم إطلاق 5 صليات من الصواريخ البالستية على القاعدة بدءاً من الساعة 01:35 وللساعات الثلاث التالية، وعلى فترات متفاوتة. وأوضح أنه "لم يكن يعرف كيف سيكون شكل الضربة، أو ما إذا سيكون لها تأثير القصف البساطي". وتابع غارلاند، "عند هدوء القصف حوالى الساعة الرابعة فجراً، خرج القادة والجنود من ملاجئهم ليروا الحرائق مشتعلة في أنحاء القاعدة، وأكثر من عشرة مواقع أصابتها الصواريخ، ولكن "بأعجوبة" لم تقع إصابات، لافتاً إلى أن جنديان كانا في أبراج حراسة دفعهما الضغط خارج مواقعهما، لكنهم عانوا من ارتجاج فقط". ونوّه بأن "الموجات التي أصابت القاعدة كانت مؤقتة بطريقة تجعل الجنود يظنون أن القصف قد انتهى، حيث أن الوقت بين موجة واخرى كان مجرد وقت كاف ليجعلك تشعر بالأمان، معتبراً أن ذلك "كان بهدف إلحاق إصابات". وختم غارلاند حول القاعدة قائلاً، كانت "مسرحاً لضربات الصواريخ البالستية؟ هذا غير مسبوق".