دراسات تحذر: شجار الأهل يقصّر عمر الأولاد
قالت دراسات جديدة، أنّ الأطفال الذين يشهدون دومًا على مشجارات بين أهلهم، قد يموتون أبكر من غيرهم، ويقد يصبحون عرضة لأفكار إنتحارية، في بعض الحالات.
كما وأظهرت الدراسات أيضًا أنّ الشجار والصوت المرتفع يؤثّران بشكل سلبيّ جدًّا على الأولاد، على المدى الطويل، وحتى بعد إنفصال الأبوين، أو حلّ المشاكل حبيّاً بينهما، بحسب باحثين من جامعة سوسكس البريطانيّة. وتؤثّر الشجارات بشكل مباشر على صحّة الأبناء العقليّة، وعلى راحتهم النفسيّة بشكل عام، طوال حياتهم، وليس فقط في مرحلة الطفولة والمراهقة. ونبّهت الدراسات التي شاركت فيها جمعيّة متخصّصة بحماية الأطفال، أنّ معظم العائلات والمدارس تتجاهل أهميّة إحاطة الطفل بجوّ إيجابي بعيد عن المشادات الكلاميّة، لأنّه قد يتأثّر بشكل مباشر، وإن بدى غير مهتمّ، أو غير مبالٍ. وأعلن فريق الباحثين أنّ الأهل الذين يتشاجرون على الدوام، أظهروا عدائيّة أيضاً تجاه أولادهم، وعدم قدرة على الاستجابة لحاجاتهم الأساسيّة. يعاني الأطفال الذين يشهدون شجارات دائمة في المنزل، من ضرر على الصعيد النفسي، وقد يصبحون عدائيين وعنيفين، في حين قد يصاب بعضهم مع تقدّمه في السنّ بأمراض مثل الاكتئاب، والقلق، بجانب انخفاض ثقتهم بأنفسهم. حتّى أنّ بعضهم قد يصيرون عرضة لأفكار انتحاريّة، وقد تكون حظوظ حياتهم على الصعيد الطبيّ أقلّ من غيرهم. في الإطار ذاته، لا تتأثّر صحة الطفل النفسيّة وحدها بسبب الشجار، بل يطال الضرر أيضاً أداءه المدرسيّ، وقدرته على تطوير المهارات الاجتماعيّة، والعاطفيّة. ويكون الأطفال من مختلف الأعمار عرضة لنتائج الشجار السلبيّة، وليس فقط إن كانوا في عمر صغير جدّاً. وقال البروفيسور غوردن هارولد من معدّي الدراسة أنّ هناك أدلّة كثيرة على الارتباط المباشر بين صحّة الأطفال النفسيّة على المدى الطويل، والشجار المستمرّ بين الأهل. وأشار إلى أنّ ذلك يمتدّ من جيل إلى جيل، فمن تعرّض في طفولته لأجواء من المشادات الدائمة، سيكون بدوره على الأرجح، عنيفاً مع أولاده.