بعد موجهات الأمن والمحتجين.. الحريري يستنكر هجمة الحمرا
استنكر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سعد الحريري، ما قال إنها "هجمة" تعرّض لها شارع الحمرا، مؤكدا أن ما حصل غير مقبول تحت أي شعار من الشعارات. واندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن اللبنانية، الثلاثاء، أمام المصرف المركزي اللبناني، وسط احتجاج على الطبقة الحاكمة في البلاد. وشهدت منطقة الحمرا في بيروت، قرب المصرف المركزي ووزارة الداخلية، صدامات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر بين المتظاهرين وقوة من أفراد مكافحة الشغب. وأضاف الحريري أنه لا يريد تحميل مسؤولية "الهجمة" لثورة الناس وغضبهم تجاه المصارف، ولكنها كانت "لطخة سوداء" في جبين أي جهة أو شخص يقوم بتبريرها وتغطيتها. ورأى الحريري أن "الأمر لا يرتبط بالدفاع عن النظام المصرفي وحاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الذي يتعرض لحملة اقتلاع معروفة الأهداف، لا أريد الدخول في تفاصيلها، لمعرفتي بما يعانيه المواطنون هذه الأيام على أبواب المصارف". وأشار إلى أن الأمر يتعلق بكل صراحة بهجمة تستهدف بيروت ودورها كعاصمة ومركز اقتصادي معني بأرزاق جميع اللبنانيين . وأورد الحريري أنه إذا كان المطلوب هو تكسير أسواق وأحياء بيروت على صورة ما جرى في الحمرا وعلى غرار ما تم سابقا في وسط بيروت، "فإنني من موقعي السياسي والحكومي والنيابي، لن أقبل أكون شاهد زور على مهمات مشبوهة يمكن أن تأخذ كل البلد إلى الخراب". وصرح الحريري "لن أكون تحت أي ظرف على رأس حكومة لتغطية أعمال مرفوضة ومدانة بكل مقاييس الأخلاق والسياسة، ويستدعي تحرك القضاء لملاحقة العابثين بسلامة العاصمة، بمثل ما يستدعي تحمل الجيش مسؤولياتهم في ردع المتطاولين على القانون والمتلاعبين بالسلم الأهلي". وأعلنت السلطات اللبنانية، الأربعاء، إصابة 47 عنصرا من قوى الأمن الداخلي من بينهم أربعة ضباط، فيما جرى توقيف 59 شخصا في الصدامات التي استمرت لخمس ساعات، وسط العاصمة بيروت.
وعاد المتظاهرون في عدد من المناطق اللبنانية، الثلاثاء، للتجمع احتجاجا على تعثر تشكيل حكومة، وازدياد حدة الأزمة الاقتصادية والمالية، بعد ثلاثة أشهر من انطلاق تظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية.