دور لمسؤول سعودي وشركة إسرائيلية في اختراق هاتف رئيس شركة أمازون ..كبار شخصيات العالم الذين تلقوا رسائل في واتس آب من ولي عهد السعودية
بعد تقرير أممي ألقى اللوم على السعودية في الاختراق المزعوم لهاتف الملياردير الأمريكي جيف بيزوس، رجحت وسائل إعلام غربية أن أشخاصا مرموقين آخرين ربما تعرضوا لعمليات قرصنة مماثلة.
وفي أعقاب صدور التقرير الذي رجح أن اختراق هاتف بيزوس جاء من خلال تلقيه رسالة "خبيثة" من الحساب الشخصي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية، نقلا عن مسؤولين حكوميين سابقين، أن رئيس وزراء المملكة المتحدة، بوريس جونسون، كان أيضا على تواصل مع الأمير محمد عبر هذا التطبيق، على الأرجح. وأعرب أحد مصادر الصحيفة عن قناعته "بنسبة 99%" بأن جونسون تبادل رسائل مع ولي العهد السعودي عبر "واتس آب"، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن رئيس الحكومة البريطانية خلال فترة توليه منصب وزير الخارجية بين عامي 2016 و2018 سلم رقم هاتفه الشخصي إلى الكثير من زعماء العالم ويعتقد أن الأمير محمد بينهم. ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على الموضوع، دون أن ينفي صحة هذه الترجيحات. من جانبها، ذكّرت صحيفة "غارديان" بأن الأمير محمد التقى خلال زيارته إلى بريطانيا والولايات المتحدة في ربيع عام 2018 عشرات الشخصيات البارزة في مجالات مختلفة. وبين هؤلاء الرئيسان الأمريكيان السابقان، جورج بوش الابن وبيل كلينتون، ومؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس، والرئيس التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك، ومؤسس مجموعة "فيرجن غروب" البريطانية ريتشارد برانسون، ورئيسة صندوق النقد الدولي حينذاك كريستينا لاغارد، وعمدة نيويورك السابق والمرشح الديمقراطي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة الملياردير مايكل بلومبرغ. ومن غير الواضح ما إذا كان أي من هؤلاء الأشخاص البارزين تبادل رسائل عبر "واتس آب" مع الأمير محمد، غير أن تقارير صحفية مختلفة أفادت في السنوات الأخيرة بأن ولي العهد السعودي يستخدم هذا التطبيق كوسيلة تواصل رئيسية مع صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن جهود الحصول على هذه المعدات قادها سعود القحطاني الذي عرّفته "ديلي ميل" بأنه "رئيس الأمن السيبراني في المملكة السعودية والمقرب من محمد بن سلمان"، إلى غاية توجيه اتهامات له بالتخطيط لاغتيال الصحفي جمال خاشقجي سنة 2018، ما استوجب وضعه تحت الإقامة الجبرية. وأضاف الموقع أنه يعتقد أن القحطاني كان وراء شراء شركة إيطالية مختصة في عمليات الاختراق سنة 2016، بعد أن أنفقت السعودية 5.5 مليون دولار لإنقاذها من الإفلاس بين سنتي 2010 و 2015. ولفت الموقع إلى أن القحطاني يشتبه في دفعه لمبلغ 55 مليون دولار لشركة أمن المعلومات الإسرائيلية NSO Group سنة 2017 للحصول على برنامج طورته ويستهدف تطبيق "واتس آب" خصيصا، حيث يشتبه في أن هذا البرنامج استخدم لاختراق هاتف خاشقجي قبل مقتله. ويؤكد خبراء أمميون أن هنالك أدلة على أن برنامجا آخر طورته الشركة الإسرائيلية استخدم لاستهداف جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون. من جهتها، قالت شركة NSO Group في بيان إنها "أصيبت بالصدمة" من التقارير التي ربطت برنامجها بعملية اختراق هاتف بيزوس. وجاء في البيان "إذا كانت هذه القصة صحيحة، فإنها تستوجب تحقيقا شاملا من قبل جميع الهيئات التي تقدم خدمات مماثلة من أجل ضمان ألا تستخدم منظوماتها لارتكاب مثل هذه المخالفات".