العسل في زمن الحرب.. سلالات هجينة على عرش ملكة النحل السورية سيرياكا
تراجعت السلالة السورية من ملكات النحل، إلى نحو 30 في المئة من مجمل النحل الموجود في سوريا، بتأثير الأزمة التي تعيشها البلاد، وأدت أيضا إلى تراجع الإنتاج في العسل. وقال رئيس اتحاد النحالين العرب في سوريا إياد دعبول، إن دراسات جامعية أجريت على النحل الموجود في سوريا، أظهرت أن نحو 20 إلى 30 في المئة فقط منها، تحمل صفات السلالة السورية الأصيلة، وهي المسجلة عالميا باسم "سيرياكا" إذ أن استيطان النحل في سوريا منذ زمن بعيد أدى إلى ظهور سلالة خاصة فيها. وأشار دعبول إلى أنه وبتأثير الأزمة ما زالت هناك "ملكات" من سلالات أخرى تدخل البلاد، ليتم تهجينها مع النحل المحلي الذي صار هجينا في معظمه. وحول تأثر الإنتاج، قال دعبول إنه تم فقدان نحو 80 في المئة من خلايا النحل، بفعل الأزمة وعدم قدرة النحالين على الوصول إلى خلاياهم والتدمير المتعمد لها، مشيرا إلى أنه وحسب الإحصاءات الرسمية كانت في البلاد 630 ألف خلية نحل قبل الأزمة، وهو عدد لا يستهان به قياسا إلى مساحة سوريا. وأكد دعبول أنه، و"خلال سنتين إلى 3 سنوات، ستعود كميات إنتاج العسل إلى ما كانت عليه، وهذا رهن عدة أمور أهمها الوضع الأمني العام في البلاد". ووفقا لدعبول، بلغ الإنتاج المحلي نحو 3200 طن خلال عام 2010، وكان أكثر من نصفه يصدر إذ كانت حاجة السوق المحلية نحو 1500 طن. وأشار دعبول إلى أن، الإنتاج يقدر حاليا بنحو 500 طن بسبب تراجع عدد الخلايا، وهو ما سبب عجزا في الكميات المطلوبة، وكان البديل العسل المغشوش أو المغذى، الذي يباع بأقل من سعر العسل الطبيعي. وأوضح دعبول، أن عددا من المشاريع انطلقت لتغطية العجز، وحاليا بدأت أعداد الخلايا تزداد، وبدأ الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي، لكن حتى الآن ما زال هناك عجز في كميات العسل المنتج".