فلسطيني تهديد بالانسحاب من أوسلو بسبب خطة ترامب
هدد الفلسطينيون، بالانسحاب من اتفاقية أوسلو التي تحدد العلاقة بين الاحتلال إسرائيلي والسلطة الفلسطينية، إذا ما أعلنت الإدارة الأميركية عن خطتها المرتقبة لحل النزاع في الشرق الأوسط. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: "خطواتنا للرد على إعلان صفقة القرن تتمثل بإعلان تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير وأبرزها إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس. وأضاف أن إعلان الخطة سيخلق واقعا جديدا و"يحوّل الاحتلال من احتلال مؤقت إلى دائم".
ويقول الفلسطينيون إن أي حل لا يستند إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية مرفوض جملة وتفصيلا. وكان ترامب قد أعلن أنه يعتزم الكشف عن خطة سلام الشرق الأوسط في وقت ما قبل زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ومنافسه الرئيسي في الانتخابات المقبلة، زعيم تحالف "أبيض أزرق" بيني غانتس، الثلاثاء المقبل إلى واشنطن. ومن البنود المتسربة من الخطة الأميركية للسلام أن الدولة الفلسطينية لا تشمل المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، على أن تكون القدس مقسمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية الجديدة.
وقال ترامب، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية: "رد فعل الفلسطينيين على الخطة قد يكون سلبيا في البداية، لكنها إيجابية بالنسبة لهم في واقع الأمر، ولديهم الكثير من المزايا للقيام بذلك". وتم تأجيل إعلان خطة ترامب لإنهاء الصراع الممتد منذ عقود بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين عدة مرات على مدى العامين الماضيين. وانهارت محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 2014، ووصف الفلسطينيون في وقت سابق خطة ترامب بأنها ولدت ميتة حتى قبل الكشف عنها. وقطع الفلسطينيون العلاقات مع واشنطن بعدما اعترفت الأخيرة بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل في أواخر 2017. ويقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها، وذلك عقب سلسلة من القرارات التي اتخذها ترامب وأسعدت الإسرائيليين وفجرت غضب الفلسطينيين.
وذكرت وسائل إعلام للاحتلال الإسرائيلي أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قال اليوم إن القيادة الفلسطينية تدرس كل الخيارات في الرد على خطة السلام التابعة للإدارة الأميركية، "بما في ذلك مصير السلطة الفلسطينية". وأضاف عباس أن "صفقة القرن لن تمر بدون موافقة الشعب الفلسطيني. القيادة، بدعم من الشعب، ستُفشل محاولات إنهاء القضية الفلسطينية. ونحن نحذر من العواقب الوخيمة على المنطقة كلها في حال الإعلان عن تنفيذ الخطة". هذا ورفض الرئيس الفلسطيني كل المحاولات التي قام بها الرئيس ترامب خلال الأيام الماضية لإجراء محادثة هاتفية معه. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد "إسرائيل" بعد ظهر اليوم متوجهاً إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تمهيداً لنشر تفاصيل الخطة الأميركية لإحلال السلام. وقال رئيس الوزراء قبيل إقلاعه إلى واشنطن إنه يعتقد أن خطة السلام الأميركية تصب في مصالح "إسرائيل" الأمنية. وأضاف في تصريح لصحفيين أنه تحدث خلال السنوات الثلاث الأخيرة مرات عديدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مصالح "إسرائيل" الحيوية والأمنية، معتبراً أنهما "سيصنعان التاريخ سوية يوم الثلاثاء". وسيلتقي نتانياهو وترامب غداً وبعد غد الثلاثاء في البيت الأبيض . وكان رئيس أزرق أبيض، بيني غانتس، قد غادر صباح اليوم "إسرائيل" قاصداً واشنطن حيث سيجتمع غداً مع الرئيس ترامب لبحث تفاصيل الخطة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن ما يعرف بـ"صفقة القرن" تقترح إقامة دولة فلسطينية على مساحة 70 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، ويمكن أن تكون عاصمتها بلدة شعفاط شمال شرق القدس. ويرى متابعون أن إعلان شعفاط عاصمة محتملة للدولة الفلسطينية أمر مثير للاستغراب باعتبارها أصبحت منفصلة جغرافيا عن باقي أراضي الضفة الغربية، حيث أن مستوطنات بسغات زئيف، ورمات شلومو، والتلة الفرنسية، تسببت في عزل شعفاط وجعلتها كتلة منفصلة جغرافيا عن باقي القرى والأحياء الفلسطينية في القدس. ووفقا لـ "يديعوت أحرنوت"، فإن "صفقة القرن" تنص على الإبقاء على مدينة القدس المحتلة تحت "سيادة إسرائيل"، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف والأماكن المقدسة التي تدار بشكل مشترك بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما سيحصل الفلسطينيون على كل ما هو خارج حدود جدار الفصل المحيط بالمدينة المقدسة.