الفلسطينيون يؤكدون أن مصيرها الفشل
“صفقة القرن” المشؤومة سعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للترويج لها على أنها خطة لتحقيق السلام في المنطقة بينما كشفت بنودها التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم عن أنها مؤامرة أمريكية صهيونية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية واسقاط حقوق الشعب الفلسطيني. على صعيد الداخل الفلسطيني لاقت الصفقة المشؤومة رفضا فلسطينياً واسعاً ترجم بمظاهرات جماهيرية حاشدة انطلقت في قطاع غزة والضفة الغربية تنديداً بها وتأكيداً على استمرار طريق النضال والمقاومة من أجل إسقاطها. وعلى الصعيد الرسمي جددت الرئاسة الفلسطينية رفضها كل القرارات الأمريكية المخالفة للقانون الدولي والداعمة للاحتلال الإسرائيلي مشددة على أن “صفقة القرن” لن تمر وستبقى مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قال لمراسلنا إن إعلان واشنطن عن تطبيق “صفقة القرن” يعطى الضوء الأخضر للاحتلال بتنفيذ مخططاته الاستيطانية لتهويد القدس المحتلة مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف في وجه المخططات الأمريكية والإسرائيلية واتخاذ خطوات جدية لمواجهتها وأي مخطط ينتهك الحقوق الفلسطينية في تقرير المصير وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم واقامة الدولة الفلسطينية وداعياً إلى إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني لإفشال كل المؤامرات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية. رئيس الوزراء الفلسطيني محمد شتية بدوره جدد التأكيد على أن “صفقة القرن” مرفوضة مطالباً المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين ووقف مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية رداً عليها مؤكداً أن الصفقة المشؤومة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بينما شددت الخارجية الفلسطينية أنه لا تنازل عن الثوابت والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني موضحة أن حديث ترامب عن دولة فلسطينية لا يعدو كونه ذراً للرماد في العيون ومحاولة لتمرير ما جاء في “الصفقة” المشؤومة من بنود تقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس فيما أكد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه أي مخططات أو صفقات أو محاولات للمس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني. وفي السياق أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ودعم المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي لإفشال “صفقة القرن” التي ترمى الى تصفية القضية الفلسطينية مشددة على ضرورة دعم مقومات صمود الشعب الفلسطيني حتى نيل كامل حقوقه الوطنية التي كفلتها القوانين الدولية وقالت إن كل من يوافق على هذه الكارثة والنكبة السياسية سواء كان فلسطينياً أو عربياً هو شريك في “جريمة العصر” بحق الشعب الفلسطيني وقضيته. أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أكد أن “صفقة القرن” وعد بلفور ثان سيفشله الفلسطينيون بصمودهم وتشبثهم بأرضهم داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية. أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي قال: لا ترامب ولا غيره يستطيع تصفية الحقوق الفلسطينية التي قدم الشعب الفلسطيني من أجلها آلاف الشهداء والأسرى مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله وسيسقط صفقة ترامب فيما دعت القوى الوطنية الفلسطينية الى يومي غضب الأربعاء والجمعة المقبلين وتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر رفضاً لـ “صفقة القرن” ونصرة لمدينة القدس المحتلة في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويدها. دولياً أكدت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن واشنطن لم تتشاور مع موسكو بشأن “صفقة القرن” مشيراً إلى أن الفلسطينيين يرفضونها لأنها تقوض اقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية فيما الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أكد أن ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أمر غير مقبول” وأن موقف موسكو لم يتغير فهي “مع حل الدولتين ودولة فلسطين المستقلة بحدود عام 1967 ومن حق الفلسطينيين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم”. وفي طهران اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن الخلافات بين دول المنطقة أعطت الجرأة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة في المضي قدما والكشف عن تفاصيل ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الصفقة مصيرها الفشل.