سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


تحركات أميركية واسعة وغير مسبوقة لإثبات نفوذ في محيط آبار النفط في محافظتي الحسكة وديرالزور


تنتشر 8 مدرعات أميركية في بلدة تل تمر الاستراتيجية بريف الحسكة الشمالي الغربي، وتغلق كامل مداخل ومخارج البلدة، بهدف مراقبة التحركات الروسية، ومنعهم من دخول أي منطقة تخضع لنفوذ واشنطن. ولا تكتف هذه الدورياتُ بالانتشار في تل تمر، بل تتحرك 4 آليات منها، باتجاه طريق تل تمر-عين عيسى، والذي يخضع لاتفاق سوتشي الروسي- التركي، وينتشر جنوبه الجيش السوري، وشماله فصائل "الجيش الوطني"، المدعومة تركياً. فيما تثبّت القوات الأميركية منذ أكثر من أسبوع عدة دوريات عند مفرق حطين، الرابط بين الحسكة والقامشلي وتل تمر وعامودا، بالإضافة إلى مدخل بلدة الجوادية بريف الحسكة الشمالي، لرسم خطوط حمراء للجانب الروسي، على مداخل بلدات غنية بآبار النفط والغاز. في وقت شهدت مدينة الحسكة الأربعاء الماضي، تحليقاً مكثفاً لطائرات أميركية مروحية وحربية، تبين أنها كانت ترافق رتلاً أميركياً زار موقعين في حي غويران في مدينة الحسكة، يستخدمان كمعتقلات لأسرى "داعش" لدى "قسد". وبحسب مصادر ميدانية، فإن "وفداً أميركياً زار سجنين لمسلحي داعش في المنطقة"، دون تفاصيل إضافية. وتؤكد المصادر أنه "لم يُعرف إذا كان الأميركيين قد أخرجوا معهم معتقلين من هذه المقرات"، مستدركاً أن "التحليق المكثف للطائرات الحربية والمروحية قد يفسر إخراج قادة مهمين من داعش، نقلهم إلى معسكرات أميركية". ويبدو أن هذه التحركات الأميركية المكثفة، تهدف لإفراغ التواجد الروسي في الجزيرة السورية، من أي قيمة ميدانية استراتيجية، بالإضافة إلى منع الروس من التواجد في أي مناطق قريبة من منابع النفط والغاز، وهو ما حصل فعلاً من خلال منع دوريات أميركية، مطلع هذا الأسبوع رتل آليات روسي من التوجّه إلى مدينة رميلان النفطية لتثبيت نقطة مراقبة بالقرب من الحدود التركية. كما أن الأميركيين يريدون إفراغ اتفاق سوتشي الروسي-التركي من مضمونه من خلال الإصرار على تسيير دوريات بشكل شبه يومي على طريق عين عيسى- تل تمر، الواقع على اوتستراد حلب | الحسكة الدولي، والمعروف بأوتستراد الـ"m4"، للتعبير للجانبين الروسي والتركي، عن استمرار خضوع تلك المنطقة لنفوذها، رغم إعلان حليفتها "قسد" الانسحاب منها. كذلك فإن الأميركيين يؤكدون بهذه التحركات في تل تمر والحسكة، أن نفوذهم في المنطقة، لا يقتصر على منابع النفط والغاز، وإنما يمتد لكامل جغرافية الحسكة وديرالزور، في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد". وقوبلت التحركات الأميركية، بنشاط روسي ملحوظ، من خلال استقدام الجانب الروسي خلال الـ10 أيام الفائتة رتلين على الأقل من حلب إلى الحسكة، لتعزيز الحضور الروسي العسكري في المنطقة. وتهدف هذه الأرتال المستقدمة لتعزيز الحضور العسكري الروسي في القامشلي، مع معلومات عن تحويل مطار القامشلي لقاعدة عسكرية روسية، وسط أنباء عن استقدام موسكو لمنظومة دفاع جوي متطورة لحماية الوجود العسكري الروسي في المنطقة. ووسط هذه التطورات فإن موسكو تعتزم تأسيس مقرات إضافية في الجزيرة السورية، من خلال العمل على تثبيت مقر رئيسي في مدينة الحسكة، بالإضافة إلى النقاط التي تم تثبيتها في عامودا وتل تمر وأبو رأسين والقامشلي والدرباسية. ويسعى الروس من خلال تكثيف حضورهم العسكري، لإثبات وجودهم كلاعب رئيسي في شرق الفرات، بالإضافة إلى استثمار الوجود لتقريب وجهات النظر بين الكرد ودمشق، والعمل للوصول إلى تفاهم سياسي وعسكري، من شأنه أن يجبر كل من واشنطن وأنقرة على الانسحاب التدريجي من الجزيرة السورية، في حال نجحت جهودها بإنجاز اتفاق بين "الإدارة الذاتية" ودمشق.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,