ذكرت وكالة "معا" أن وفد فلسطين طلب من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فتح جلسة وزراء الخارجية العرب أمام الإعلام، وأن لا تكون جلسة سرية. وحسب الرؤية الفلسطينية، فإن من حق الشعوب العربية أن تعرف موقف حكوماتها وموقف باقي الحكومات بكل وضوح ومن دون أسرار، وعقد الجلسة سرا وبعيدا عن البث المباشر قد ينشر الظنون حول مواقف بعض الدول. وأضافت الوكالة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعرض خلال كلمته في الجلسة المقررة اليوم السبت، "إثباتات وخرائط حول المخطط الصهيوني لاستهداف أكثر من دولة عربية ضمن مشروع إسرائيل الكبرى، ولا يقتصر الأمر على استهداف فلسطين فقط".
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا غير عادي على مستوى وزراء الخارجية برئاسة العراق اليوم السبت بمقر الجامعة في القاهرة، لمناقشة الموقف العربي من الخطة الأمريكية للسلام "صفقة القرن" التي نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي.
احتضنت العاصمة المصرية القاهرة اليوم السبت، اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته على أن "توقيت طرح خطة السلام الأمريكية يثير التساؤل"، مضيفا أن "هناك ما يشير إلى أن إسرائيل تفهم خطة واشنطن بمعنى الهبة ومنح الضوء الأخضر لها". كما لفت أبو الغيط إلى أن "البديل الآمن ما زال بأيدينا إن صحت النوايا". من جهته، قال الرئيس الفلسطيني في كلمته إن "نتنياهو لا يؤمن بالسلام ولم يحصل أي تقدم في الفترات الثلاث التي قضاها في الحكومة"، مشيرا إلى أنه يرفض "أي حل يقول بضم القدس لإسرائيل ونحن حراسها والمسؤولون عنها". كما رفض عباس قبول الولايات المتحدة "وسيطا وحيدا في أي مفاوضات مع إسرائيل"، على الرغم من إبلاغه ترامب في وقت سابق بأنه يسعى "لتكون دولة فلسطين منزوعة السلاح لأنني لا أؤمن بقوة السلاح". وطالب عباس "بآلية دولية للسلام مع رفض أن تكون "صفقة القرن" ضمن أي طرح"، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية "أبلغت الأمريكيين والإسرائيليين أن لا علاقة لنا معهم بما في ذلك في المجال الأمني".
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الولايات المتحدة أمسكت بورقة التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أوسلو وجمدتها إلى يومنا هذا.
وسرد عباس أمام الوزراء العرب في الاجتماع الذي عقد اليوم في القاهرة لمناقشة "صفقة القرن" مراحل التفاوض مع الإسرائيليين وتوقف بالتفاصيل عند محطة أوسلو التي تمت حسب عباس بعيدا عن أنظار الأمريكيين وحققت تقدما كبيرا. وقال الرئيس الفلسطيني: "على ضوء نكبة الكويت باحتلالها عام 1990 دعت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى مؤتمر دولي للسلام وعقد هذا المؤتمر بداية في مدريد قبل أن ينقل لاحقا إلى واشنطن حيث أمسكت واشنطن بخيوطه وحدها، فلم يعد هذا المؤتمر دوليا بل أمريكيا صرفا.. وعقدت اجتماعات متواصلة لمدة عامين في واشنطن ولم تثمر هذه الاجتماعات عن أي نتيجة". وأضاف: "في هذه الأثناء وفي غفلة من الزمن ومن الأمريكان جلسنا مع الإسرائيليين وبحثنا قضيتنا مع بعضنا البعض وتفاوضنا ثمانية أشهر.. وأقول أيضا للتاريخ إن أحدا لم يكن يعرف بهذه المفاوضات بما في ذلك أمريكا وأثمرت بما يسمى اتفاق أوسلو، وهو اتفاق مرحلي، لكن لو قارناه بما أتانا من واشنطن سنرى العجب العجاب.. ما جاء في اتفاق أوسلو أن 92% من أرض فلسطين لنا والـ8% نناقشها أو نتفاوض عليها أي السيادة الفلسطينية على الأرض (أ) وكذلك الأرض (ب) والباقي هي للتفاوض .. القدس للتفاوض، اللاجئون للتفاوض، وكان هناك اتفاق أن يتم خلال 5 سنوات إتمام الوصول إلى حل نهائي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وهذا الحل مبني على تنفيذ القرارين 242 و338، لكن قتل رابين وانتهت القصة".
ارجع! الرجل دخل السجن
وأوضح عباس أن "من بين الذين اعترضوا على اتفاق أوسلو هو رئيس الوزراء الحالي والسيد إسحاق رابين الذي كان أيضا رئيسا للوزراء في وقت ما، لكن قتل رابين، ولم تعد هناك مفاوضات لأن من استولى على الحكم هو نتنياهو وهو شخص لا يؤمن بالسلام بدليل أنه أمضى في رئاسة الحكمة الإسرائيلية أكثر من أي رئيس وزراء آخر ومع ذلك لم يحصل أي تقدم في عهده ولا في العهود الثلاثة التي قضاها في عملية السلام وعندما جاء بين هذه الفترات إيهود أولمرت واستلم رئاسة الوزراء حققنا فعلا كثيرا من التقدم وأزعم أننا حققنا 70% من الاتفاق أو من التفاهم على مجمل القضايا المطروحة بيننا أي قضايا الحل النهائي في اتفاق أسلو، وفي أحد الأيام وأنا ذاهب للقائه في بيته قالوا لي ارجع! الرجل دخل إلى السجن وانتهى الأمر".
وزير الخارجية الأمريكية وورن كريستوفر: دع الأولاد يلعبون!
وقال عباس: أريد هنا أن أؤكد أن أمريكا لو كانت موجودة أو تعرف باتفاق أوسلو لخربته، لكن لسوء الحظ لم يستطع رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت أن يخفي عن الأمريكيين ما تم الاتفاق عليه فتحدث مع وزير الخارجية الأمريكية حينها وورن كريستوفر وذلك في الشهر الخامس أو السادس من المفاوضات وقال له لا أستطيع أن أخفي عليك شيئا.. نحن نتفاوض مع الفلسطينيين لنر ربما يحصل تقدم بيننا. وأكد عباس أن كريستوفر لم يستوعب الفكرة فسأل من الذي يقود المفاوضات، فأجابه رابين: شمعون بيريز، وأبو مازن. فرد عليه كريستوفر: "دع الأولاد يلعبون" ظنا منه أننا كنا نلعب.
أسامة الباز يضع حيلة ويجد مخرجا لحفظ ماء وجه الأمريكان
وقال عباس: في الحقيقة عندما أنهينا الاتفاق ووقعنا عليه بالأحرف الأولى اتصل رابين بكريستوفر وقال له أحب أن أبشرك بأننا وقعنا الاتفاق فسأله الأخير أي اتفاق تعني فقال له رابين الاتفاق مع الفلسطينيين.. هل من المعقول أن توقعوا ونحن الأمريكيين لا نعرف؟ فأجابه رابين: لقد قلت لك! فسأله كريستوفر متى؟ .. وتابع عباس إن كريستوفر لم يكن يستوعب كثيرا. وأضاف: المهم أن أمريكا كانت غاضبة جدا وبدأت تبحث عن حجة أو طريقة ما من أجل أن تحافظ على ماء وجهها باعتبارها الدولة الأولى العظمى في العالم فوجدنا لهم ومخرجا أو حيلة من أجل أن يكونوا هم معروفين أو موجودين في الاتفاق. فاقترح المرحوم أسامة الباز (مدير مكتب الرئيس المصري للشؤون السياسية) أن نقول إن "المفاوضات في أوسلو تمت بناء على ورقة أمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وفعلا بعدها ذهبنا إلى أمريكا وأمسكت واشنطن بورقة التفاوض هذه وإلى يومنا هذا لم يتحقق أي تقدم.
وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية "أبلغت الأمريكيين والإسرائيليين أن لا علاقة لنا معهم بما في ذلك في المجال الأمني"، مطالبا بتفعيل "آلية دولية للسلام مع رفض أن تكون "صفقة القرن" ضمن أي طرح". كما رفض عباس قبول الولايات المتحدة "وسيطا وحيدا في أي مفاوضات مع إسرائيل"، على الرغم من إبلاغه ترامب في وقت سابق بأنه يسعى "لتكون دولة فلسطين منزوعة السلاح لأنني لا أؤمن بقوة السلاح". من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن لديه 4 ملاحظات على خطة التسوية الأمريكية وقال في كلمته على أن "توقيت طرح خطة السلام الأمريكية يثير التساؤل"، مضيفا أن "هناك ما يشير إلى أن إسرائيل تفهم خطة واشنطن بمعنى الهبة ومنح الضوء الأخضر لها". كما لفت أبو الغيط إلى أن "البديل الآمن ما زال بأيدينا إن صحت النوايا".
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن "البيان الختامي للاجتماع، أعلن صراحة رفض ما يسمى صفقة القرن لأنها لاتلبي الحد الأدنى "من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني". من جانبه أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن الفلسطينيين حصلوا في الجامعة العربية، على الدعم اللازم، لمواجهة ما يسمى بخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن"، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيحضر اجتماعا لمجلس الأمن الشهر الجاري. وفيما يلي البيان الختامي لاجتماع جامعة الدول العربية بشأن "صفقة القرن": أدلى بعض وزراء الخارجية العرب اليوم السبت، بتصريحات أكدوا فيها وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني بعد الكشف عن محتوى "صفقة القرن"، فيما رأى آخرون أن خطة ترامب "يمكن البناء عليها". وفي ما يلي أبرز تصريحات وزراء الخارجية العرب: وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: "الخطة التي تقدم بها ترامب نقدرها ونعرب عن تطلعنا للنظر فيها ودراسة نقاطها والعمل على بدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين". وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي: "لم نطلع بشكل كامل على الأفكار والطروحات التي وردت في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كأساس للتفاوض، وما عرض في الخطة ليس للموافقة الفورية، ولن يكون صالحا لذلك". وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش: "خطة السلام لا تمثل تصورا نهائيا، لأن التصور النهائي يقوم على موافقة الطرفين والحوار هو الطريقة المثلى للتوصل لاتفاق سلام". وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود: "نحن مع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية (...) القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، وجهود السلام يجب أن تهدف إلى التوصل إلى حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني". وزير الخارجية المصري، سماح شكري: إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، يعد أحد المفاتيح الرئيسية لاستعادة السلام والاستقـرار في منطقة الشــرق الأوسط ، ويحرم قوى الإرهاب والتطرف في المنطقة من فرصة اختطاف القضية الفلسطينية العادلة بهدف نشـر العنف والفوضى وتهديد أمن الأفراد والشعوب حاضرا ومستقبلا. وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي: "السيادة على القدس فلسطينية والوصاية على مقدساتها هاشمية، ولا توطين ولا حل لقضية اللاجئين خارج إطار الشرعية الدولية". - وزير الخارجية العراقي، محمد الحكيم: "طبيعة الظروف الاستثنائية تستلزم العمل على وضع حلول غير اعتيادية (...) وموقفنا ثابت بدعم القضية الفلسطينية، وبدعم التوجهات والقرارات التي يتخذها الفلسطينيون". وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي: "إننا في اليمن قيادة وحكومة وشعبا سنظل إلى جانب أشقائنا في فلسطين من أجل تحقيق حريتهم واستقلالهم وكافة حقوقهم في إقامة دولتهم كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف".