استياء أميركي من لبنان.. بسبب صفقة القرن
كشفت مصادر ديبلوماسية لصحيفة "الجمهورية" عن استياء أميركي من ردود الفعل الرافضة لـ"صفقة القرن"، وقد وردت إشارات بهذا المعنى الى لبنان عبر بعض القنوات. وفي السياق نفسه، عَبّر مرجع لبناني كبير عن خشيته من أن تمارس واشنطن ضغوطاً على اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، في محاولة لإرباك الموقف العربي المُنتظر ضد الصفقة وإحباطه وتنفيس مفاعيله. وأشار المرجع الى انّ الموقف الاميركي يتّسِم بالانفعال حيال رَدّ الفعل الاعتراضي على صفقة القرن، وهو ما عَكسه "طبّاخ الصفقة" صهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، بهجومه على الفلسطينيين ووصفهم بأنهم "حمقى". هذا الانفعال الاميركي يعطي اشارة الى انّ ادارة ترامب لا تقبل اي اعتراض على ما تعتبره تسوية للصراع في الشرق الاوسط، تراهن عليها لكي تفتح أمام ترامب الباب لولاية رئاسية ثانية. وأكدت المصادر الديبلوماسية انّ موقف لبنان ثابت على هذا الصعيد، لجهة تأكيد التمسّك بمقررات القمة العربية التي انعقدت في بيروت في العام 2002، ولاسيما لناحية الرفض التام للمحاولات الرامية إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج ديارهم، وكذلك التمسّك بقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بالقدس وخاصة القرارات 242، 267، 465، 478. الى ذلك كشفت مصادر ديبلوماسية عربية لـ"الجمهورية" انّ الاجواء السابقة للاجتماع الوزاري العربي توحي باستشعار عربي شامل لحجم الخطر المترتّب على "صفقة القرن" خصوصاً انها تفرض خريطة جديدة للمنطقة تضعها على فوهة بركان. وأشارت المصادر الى انّ الجانب الفلسطيني سيقدّم للاجتماع العربي ورقة عمل، مبنية على الموقف الفلسطيني الشامل كل الفصائل الفلسطينية التي عبّرت عن رفضها القاطع للصفقة، وانّ الجو العربي بمجمله مُتمَاه مع الموقف الفلسطيني، وسيأتي موقفه في اجتماع القاهرة كرسالة الى الاميركيين بأنّ فلسطين ليست وحدها بل كل العرب الى جانبها، وسيتم التعبير عن ذلك بتبنّي الورقة الفلسطينية. والموقف العربي نفسه سيتم التعبير عنه في اجتماع وشيك على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً خلال اجتماع البرلمانات الاسلامية المقرّر عقده بعد أيام في العاصمة الماليزية كوالالمبور.