مع استمرار التظاهرات.. انقسام في ساحات الاحتجاج العراقية على تكليف علاوي
أفاد مراسلنا في بغداد، بأن ساحات الاحتجاج شهدت انقساما حول ترشيح محمد توفيق علاوي لمنصب رئيس الوزراء في المرحلة الانتقالية.
وأكد مراسلنا، أن أنصار التيار الصدري يؤيدون المرشح، فيما يصر المتظاهرون المستقلون على الرفض. وأعلن السياسي العراقي محمد توفيق علاوي اليوم السبت، أنه جرى تكليفه برئاسة الحكومة العراقية على خلفية استمرار المظاهرات المنددة بالأوضاع الاقتصادية، والاضطراب السياسي في البلاد. ويأتي الترشيح لينهي بذلك أزمة سياسية مستمرة منذ أكثر من شهرين، حيث سيدير علاوي البلاد لحين إجراء انتخابات مبكرة، كما يتعين عليه تشكيل حكومة جديدة خلال شهر.
أفادت معلومات سيريا ستار تايمز عن توجّه لدى قُوى عراقية لتكليف محمد توفيق علاوي لرئاسة الحكومة المقبلة. وفي حال بقيت التوافقات ثابتة بين الأطراف العراقيين فقد يتمّ تكليف علاوي خلال الساعات المُقبلة، كما تشير المعلومات إلى أنّ الأخير سيُوجّه كلمةً يطلب فيها "استمرار التظاهرات" في حال تكليفه. وأكد المرشح لرئاسة الوزراء، عدم طلبه من الكتل السياسية ترشيحه للمنصب، مشيراً إلى اعتزامه التخلي عن جنسيته الثانية في حال تكليفه بالمنصب. وقال في منشور على «فيسبوك»، إنه «أحب أن أبلغ من لا يعرفني أني لست من الصنف الذي لا يفي بعهده، وأعتبر عدم الإيفاء بالعهد من نواقض الإيمان؛ أسأل الله أن لا يبقيني حياً ليوم أخرج فيه من ربقة الإيمان إلى ربقة الضلال وبئس المصير؛ لذلك فإني أتعهد إذا ما تم تكليفي لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء أن أتخلى عن جنسيتي الثانية (بريطانية)». وأضاف: «إني لا أطلب من أي حزب سياسي أو أي كتلة سياسية أن ترشحني لمنصب رئيس مجلس الوزراء، ولكني أطلب منهم أن لا يمانعوا من ترشحي لهذا المنصب ويستجيبوا لرغبة المواطنين العراقيين الكرام ومن يمثلهم في ساحات الاعتصام».
في سياق متصل، أفاد مراسلنا بعودة أنصار التيار الصدريّ إلى ساحات التظاهر في بغداد وعدد من محافظات الجنوب. يأتي ذلك إثر دعوة وجهها زعيم التيار الصدريّ السيد مقتدى الصدر. كما شهدت المنطقة الخضراء في بغداد اعتصامات سلميّة حاشدة بالتنسيق مع القوّات الأمنيّة، في حملة احتجاج على تأخّر تأليف الحكومة. الصدر وفي تغريدة له على "تويتر" أشار إلى أنّه "مرةً أخرى فشل السياسيون في تأليف حكومة غير جدليّة، وما زال بعضهم يماطل في تحقيق مطالب المتظاهرين المُحقّة". وجدّد الصدر الدعوة إلى تجديد ما أسماه "الثورة الإصلاحيّة السلميّة"، داعياً المتظاهرين إلى "الانضباط والسلميّة وعدم قطع الطرقات واغلاق المؤسسات التعليميّة والخدميّة".
وكانت المرجعيّة الدينيّة في العراق قد أكدت رفضها "استخدام العنف ضد المتظاهرين واعتداء البعض على القوات الأمنيّة وتهديد المؤسسات الخدميّة". ممثِّل المرجع الدينيّ السيّد علي السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي، شدّد على "ضرورة الإسراع في الانتخابات المبكرة ليقول الشعب كلمته". أمنيّاً، أعلنت خليّة الإعلام الأمنيّ في العراق سقوط 5 قذائف قرب قاعدة "القيّارة" الجويّة في محافظة نينوى، ضمن قاطع اللواء 76 فرقة المشاة 16، من دون وقوع خسائر بشريّة أو ماديّة.
وأعلن محمد توفيق علاوي اليوم السبت، أنه تم تكليفه برئاسة الحكومة العراقية، فيما تستمر المظاهرات المنددة بالأوضاع الاقتصادية، والاضطراب السياسي في البلاد. وفي أول تصريح له بعد تكليفه، توجه علاوي في كلمة للمتظاهرين، دعاهم فيها للاستمرار في التظاهر. وفي وقت سابق، أكد مصدر مطلع اتفاق الكتل السياسية على علاوي رئيسا للحكومة، وقال إن "الاتفاق النهائي جرى بين الكتل السياسية العراقية على تقديم محمد توفيق علاوي مرشحا ليتم تكليفه من رئيس الجمهورية برهم صالح".