بين قتلى وهاربين.. نزيف مستمر لـ مرتزقة أردوغان في ليبيا
بينما يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على موقفه الداعم لحكومة طرابلس وميليشياتها المتطرفة، بدأ المرتزقة الذين ترسلهم أنقرة إلى العاصمة الليبية في المعاناة من نزيف الخسائر، سواء بقتلى في معارك مع الجيش الوطني الليبي أو فارين إلى أوروبا. وخلال الأيام الماضية، أعلن أردوغان أكثر من مرة أن بلاده مستعدة لإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة طرابلس، فيما رصدت رحلات جوية تنقل آلاف المرتزقة من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا، للانضمام إلى صفوف ميليشيات العاصمة، وذلك بعد اتفاقين بين أنقرة وحكومة فائز السراج أثارتا غضبا إقليميا كبيرا. والسبت قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد المرتزقة الذين نقلتهم تركيا أو تعدهم للنقل إلى ليبيا، ارتفع إلى نحو 4700، لكنهم بدأوا تكبد خسائر بالعشرات بين القتلى في معارك طرابلس، و"الهاربين" إلى أوروبا.
وأصبح "المقاتل الهارب" مصطلحا جديدا تقدمه تركيا، بعد اعتمادها على المرتزقة في حرب بعيدة لدعم ميليشيات متطرفة ضد جيش وطني. وأوضح المرصد في بيان له، أن 72 مسلحا من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا قتلوا في طرابلس، بينما بات 64 منهم في أوروبا، بعد فرارهم عبر ليبيا، أشهر بوابة هجرة غير شرعية إلى أوروبا. وقال المرصد إنه "يواصل متابعة عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية، حيث تتواصل عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس بالتزامن مع وصل دفعات جديدة من المرتزقة إلى هناك". وتابع: "ارتفع عدد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 2900 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق (درع الفرات) ومنطقة شمال شرق سوريا". وأضاف المرصد أن "المتطوعين من فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند". وحسب المرصد، فإن "نحو 64 مقاتلا من ضمن الذين توجهوا إلى ليبيا، باتوا حاليا في أوروبا"، كما "وثق المرصد مزيدا من القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا في معارك طرابلس، ليرتفع عددهم جراء العمليات العسكرية في ليبيا إلى 72". والجمعة، قدمت بريطانيا لشركائها في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار معدلا بشأن ليبيا، يطالب بسحب المرتزقة من هذا البلد، ويعرب "عن قلق (المجلس) من الانخراط المتزايد للمرتزقة" في هذا البلد. ويذكّر مشروع القرار بـ"الالتزامات الدولية التي تم التعهد بها في برلين في 19 يناير، من أجل احترام حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ عام 2011، بما يشمل وقف كل الدعم المقدم إلى المرتزقة المسلحين وانسحابهم". وقبل أشهر، بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، حملة عسكرية واسعة لتخليص طرابلس من قبضة الميليشيات المتطرفة، نجحت حتى الآن في تحقيق تقدم كبير أرضا وجوا. ورصدت حملة الجيش الوطني الليبي دعما كبيرا تقدمه أنقرة إلى ميليشيات طرابلس، أهمه إمدادها بطائرات من دون طيار (مسيرة)، فضلا عن تقديم استشارات عسكرية، وأخيرا إرسال الآلاف من المرتزقة.