واشنطن: على بغداد تعويض جميع خسائر الحرب إذا أصرت على إخراج قواتنا وتبحث مع بغداد نشر منظومة حماية جوية
نفت السفارة الأمريكية لدى عمان، احتمال استضافة الأردن للقوات الأمريكية بعد قرار البرلمان العراقي إخراجها من البلاد، ملوحة بأن تدفع بغداد تعويضات طائلة إذا ما أصرت على ذلك. وقالت القائم بأعمال السفير الأمريكي كارين ساساهارا: "ننفي إجراء أي مفاوضات بين الولايات المتحدة والأردن على استضافة هذه القوات.. التواجد الأمريكي في العراق لم يأت بقرار البرلمان العراقي حتى ينتهي بقرار آخر".
وأضافت: "تواجدنا في العراق جاء بحكم ضرورة الحفاظ على أمنه وأمن المنطقة كلها"، معتبرة أن "خروج هذه القوات سيضر العراقيين أكثر ويجعل العراق ساحة للأجندة الإيرانية". وتابعت: "الجنود الأمريكيون في العراق يعتبرون ضمانا لاستمرار الديمقراطية فيه، وحال خروجهم سيكون هذا البلد على أعتاب التفكك والخراب كما حدث سابقا في سوريا فضلا عن تجميد ممتلكاته في الولايات المتحدة". وختمت: "إذا أصرت بغداد على إخراج قواتنا سيتعين عليها تعويض جميع الخسائر التي تكبدها الجيش الأمريكي خلال حرب تحرير العراق وإنقاذ هذا البلد من براثن الخلافة الإسلامية" في إشارة إلى تنظيم "داعش"، وفقا لموقع قناة "السومرية" العراقية.
وقد دعا البرلمان العراقي، في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة جوية أمريكية في بغداد، إلى "إنهاء تواجد أي قوات أجنبية" على أراضيه. وإثر ذلك، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على العراق، مؤكدا أن الانسحاب الأمريكي "رهن بدفع بغداد لواشنطن تكلفة قاعدة جوية شيدتها هناك".
وأكد مصدر عراقي، أن إخراج القوات الأجنبية والرد على الهجمات الصاروخية ونشر منظومة حماية جوية، كانت أبرز ما بحثه قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال كنيث ماكينزي في بغداد. وقال المصدر: "ماكينزي أوصل أمس رسائل عدة في بغداد إلى الرئيس برهم صالح بشأن عدد من القضايا. أعتبر أن الحديث حول قرار البرلمان الذي قضى بإخراج القوات الأجنبية من العراق يجب مناقشته مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن". وأضاف أن "الأمريكيين أبلغوا العراق ليلة أمس رسميا بأنهم اتخذوا قرارا دفاعيا لحماية نحو 5 آلاف جندي أمريكي متواجدين في عدة قواعد بالعراق عن طريق نصب منظومة حماية وردع جوي تعمل على مواجهة الصواريخ والاعتداءات الجوية". وتابع: "الجنرال ماكينزي بحث أيضا موضوع سرب مقاتلات إف 16 العراقي، والذي توقفت واشنطن عن توفير الدعم الفني لها منذ نحو شهر، وكذلك الذخيرة وقطع غيار أسلحة وعربات مدرعة ودبابات أمريكية يستخدمها الجيش العراقي". وشدد المصدر على أن "الأمريكيين يستخدمون هذه الورقة للضغط على الحكومة العراقية بالدرجة الأولى، إذ أن الترسانة العسكرية العراقية حاليا غالبيتها أمريكية المنشأ".