قصة أقدم سجين سعودي تستحوذ على اهتمام المملكة وسط تدخل قبائلي واسع
نجحت جهود وساطة قبلية في إقناع عائلة قتيل سعودي لقي حتفه قبل نحو 27 عاما، في تأجيل تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل ابنهم، الذي يعتبر أقدم سجين في المملكة. وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماع رسالة بعثها السجين السعودي، هادي بن سعود بن كدمة آل الشريف الحبابي، عبر مقطع فيديو يتحدث فيها من داخل السجن عن ظروف ارتكابه الجريمة قبل نحو 3 عقود، ويطلب مساعدته في إقناع عائلة الضحية بالعفو عنه، مما أسفر عن تدخل وجهاء وشيوخ قبائل. وذكرت حسابات في موقع "تويتر" تمثل قبائل سعودية، بينها صفحتا "ملتقى قبائل الحباب" و"منصات قحطان الإعلامية"، أن عائلة الضحية وافقت على تأجيل تنفيذ حكم الإعدام بحق القاتل لمدة أسبوع، ما فتح الباب واسعا أمام مواصلة جهود الوساطة لإقناعهم بالعفو الكامل عن السجين، الذي أمضى 27 عاما محبوسا.
يأتي ذلك بعد أن اجتمع عدد من ممثلي قبائل سعودية أمام منزل عائلة ضحية الجريمة من أجل مناشدة أهل الدم العفو عن "أقدم سجين" في المملكة قبيل ساعات من تنفيذ القصاص بحقه. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه عدد من الرجال وقد ألقوا عقالاتهم وأشمغتهم على الأرض، ووضعوا رقابهم عليها في إشارة إلى طلب العفو عن السجين.
وتم نشر رسالة السجين السعودي في ظل نجاح الكثير من جهود وساطة مماثلة في الماضي، في إقناع عوائل الضحايا بالعفو عن قاتلي أبنائهم في بلد يحكم بالإعدام على المدانين بجرائم القتل العمد، مع إمكانية عدم تنفيذ الحكم في حال قررت أسرة القتيل العفو مقابل دية مالية أو من دونها. وارتكب القاتل جريمته في محافظة ظهران الجنوب بمنطقة عسير، بعدما وجه طعنات لأحد أبناء عمومته، ليرديه قتيلا رغم محاولته إسعافه فور وقوع الجريمة بحسبما قال في رسالته التي روى فيها تفاصيل أخرى، بينها شعور القلق والخوف الذي يعيشه مع اقتراب موعد تنفيذ حكم القصاص. وناشد السجين السعودي في رسالته كبار قادة البلاد بمن فيهم العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وشيوخ القبائل وعلماء الدين، بالتدخل لإنقاذ حياته مع اقتراب موعد تنفيذ الحكم، الذي يجري عادة في ساحة عامة باستخدام السيف.