مواجهات بين مدرعتين روسية وأمريكية في سوريا: الاستفزازات ستستمر
علق مسؤول عسكري روسي سابق رفيع المستوى على شريط فيديو يوثق حادثا وقع مؤخرا على الطريق M4 شمال شرقي سوريا بين مدرعتين عسكريتين روسية وأمريكية.
ويظهر هذا الفيديو ناقلة جند أمريكية ثقيلة، وهي تمنع عربة روسية مدرعة من طراز "تيغر" تسير بسرعة أكبر من اللازم لتجاوزها، في جانب الطريق الإسفلتي، وتجبرها على التوقف، وينتهي التسجيل بذلك. وفي معرض تعليقه على هذه اللقطات، قال الرئيس السابق للإدارة العامة للتعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية، الجنرال ليونيد إيفاشوف، إن مثل هذه الحوادث بين القوات الروسية والأمريكية ستستمر، لكنها لن تتحول إلى مواجهة مفتوحة. وقال إيفاشوف: "بمثل هذه الاستفزازات الصغيرة سيحاول العسكريون الأمريكيون دعم مستوى التوتر في سوريا، وهم ليسوا معنيين في استقرار الوضع بالكامل، حيث ستكون روسيا في مقدمة جهود التسوية".
أكد تقرير صحفي أمريكي، أن روسيا كثفت في الآونة الأخيرة حملة الضغط على القوات الأمريكية المتبقية في شمال شرقي سوريا
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أمريكيين تحميلهم موسكو المسؤولية عن زيادة عدد حوادث الصدام بين القوات الروسية والأمريكية في المنطقة، في مخالفة للاتفاقات المبرمة سابقا.
وأشاروا إلى أن القوات الروسية والسورية تخرج أكثر فأكثر عن حدود الاتفاقات المبرمة مع واشنطن لتحديد مناطق النفوذ في شمال شرقي سوريا، وأن الجانب الروسي يوجه إلى العسكريين الأمريكيين عبر قناة الاتصال الخاصة بمنع الصدامات، مطالب متكررة لتنفيذ عمليات في مناطق خاضعة لنفوذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وقال المسؤولون إن دوريات روسية دخلت بعض هذه المناطق دون موافقة الجانب الأمريكي، متجاهلة احتجاجاته، ودوريات روسية نفذت في مناطق كان من المفترض أن يعمل الروس فيها بالتعاون مع الأتراك، لا بمفردهم. وقالت مصادر الصحيفة، أن مروحيات تابعة للجيش الروسي بدأت تحلق على مسافات أقرب من القوات الأمريكية التي يقدر تعدادها في المنطقة بنحو 500 عسكري. وأشار مسؤول دفاعي أمريكي للصحيفة إلى أن التفوق الروسي السوري العسكري، لا يقتصر على الأرض، بل يشمل المجال الجوي، حيث فقدت الولايات المتحدة هيمنتها مع ارتفاع عدد طائرات ودرونات الاستطلاع التابعة لموسكو ودمشق. وأعرب المسؤولون عن مخاوفهم من أن وتيرة هذه الحوادث سترتفع بعد انتهاء العملية العسكرية للجيش السوري في محافظة إدلب، معتبرين أن موسكو تنتهج استراتيجية تهدف إلى جعل التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة "أكثر هشاشة". ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي نائب الأميرال تيم شيمانسكي، قوله: "نعرف أنهم يضغطون"، معربا عن ثقته بأن روسيا ستحاول الاستمرار في بحث نفوذها على الأرض في شمال شرقي سوريا حتى في المناطق التي تنفذ فيها الولايات المتحدة و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة منها دورياتها. ويرى مراقبون أن ذلك جاء على خلفية إعراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشاؤمه إزاء المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا، حيث أمر في أكتوبر بسحب العسكريين الأمريكيين من المناطق الحدودية مع تركيا، والتركيز على مهمة "حماية النفط".