وكُبلت المروحية التي كانت تقل مبارك بالحبال!
قيض للرئيس المصري الراحل حسني مبارك قبل أن يترقى ويصل إلى منصب الرئيس، أن يظهر في واقعة قديمة حصلت عام 1963، حين أسر في المغرب مع 5 ضباط مصريين آخرين كانوا على متن مروحية جزائرية.
وتقول رواية شائعة تتناقلها وسائل الإعلام المغربية منذ فترة طويلة أن الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر أرسل في عام 1963 قوات إلى الجزائر تقدر بنحو ألف عسكري، لمساندتها فيما يعرف بـ "حرب الرمال" التي نشبت بين الجارتين الجزائر والمغرب في أكتوبر 1963. ويُذكر في هذا السياق أن حسني مبارك، وكان وقتها يحمل رتبة عقيد في سلاح الجو المصري، و5 ضباط آخرين، كانوا ضمن تلك الوحدات التي أرسلت إلى الجزائر. وتقول القصة إن الضباط المصريين الستة وزملاء جزائريين آخرين، استقلوا طائرة مروحية لتفقد منطقة الحدود الجزائرية المغربية في رحلة تحولت إلى مغامرة مثيرة، حيث يعتقد أن المروحية اضطرت، بسبب عاصفة رملية أو بسبب خطأ ربانها، إلى هبوط قاد ركابها إلى الأسر في المغرب. وقُدر للمروحية العسكرية سيئة الحظ، أن تهبط في حقل زراعي بالقرب من مدينة أرفود المغربية الواقعة جنوب شرق البلاد، حيث قبض القرويون على الضباط وبدأت محنتهم. القصة المغربية تقول إن سكانا محليين قيدوا ركاب المروحية من الضباط، بمن فيهم العقيد حسني مبارك، وربطوهم إلى جذوع النخيل، بل وكبلوا المروحية وربطوها بالنخيل هي الأخرى. في تلك الأثناء "طلبَ الجنرال أوفقير من ضباط مغاربة إحضار مبارك وزملائه المحاصرين في أرفود إلى قصر مراكش، وسريعا انتقل ضابط من المخابرات المغربية إلى موقع أسر الضباط المصريين". وقام هؤلاء بنقل الضباط المصريين إلى مراكش "حيث معتقل دار المقري الشهير". وتصف المصادر المغربية مهمة العقيد حسني مبارك حينها بأنها كانت "مقتصرة على معرفة متطلبات الجيش الجزائري من السلاح في حربه ضد المملكة المغربية، قبل أن تفشل المهمّة السّرية وتتصدّر أخبار أسر الكولونيل حسني مبارك وقواته وكالات الأنباء العالمية". ونُقل على لسان مبارك قوله عن هذه الواقعة: "لقد كانت أول مهمة حقيقية بالنسبة لي.. بالغة الصعوبة والتعقيد، كلفني بها الرئيس جمال عبد النّاصر ولا يمكنني أن أرفض أوامره العسكرية". وتمضي هذه الرواية إلى نهايتها، مشيرة إلى أن عبد الناصر دعا ملك المغرب آنذاك الحسن الثاني إلى زيارة القاهرة، فلبى الدعوة، ووصل إلى مطار القاهرة الدولي، حيث فاجأ ملك المغرب الحسن الثاني مضيفه بتسليمه ثلاثة عقداء، بينهم حسني مبارك، كانوا وصولوا في طائرة ثانية إلى القاهرة.