هل الطلاق هو الحل للمشاكل الزوجية؟!
هل الطلاق حل للمشاكل الزوجيّة
إنَّ من مقاصد الإسلام العظيمة إقامة أسرة مسلمة متماسكة مترابطة تسودها المحبَّة والوئام، ومن هنا جاء وصف الله سبحانه للنساء بأنَّهنَّ سكن للرجال وكذلك وصف الرجال بنفس الوصف بالنسبة للنساء. عندما تفقد ال حياة الزوجيَّة قيمتها الحقيقيّة وجوهرها، وينعدم التفاهم بين الزوجين، وتصبح الأسرة مأوى للمشاكل الدائمة، والتعقيدات الكثيرة، وسط غياب التفاهم والانسجام بين الزوجين في معظم الأمور، وبعد استنفاذ كل طرق الحل الشرعيَّة من حوار ومحاولات إصلاح من أقارب الزوجين، فعندئذ يُلجأ إلى الطلاق كأسوأ الخيارات الّتي لا بدَّ منها، وعدا ذلك فللطلاق أضرار وخيمة وقاتلة للحياة الزوجيَّة.
الآثار السلبية للطلاق
إنّّ للطلاق وخاصة العبثي والخاضع لنزوات الهوى، أضراراً سلبيَّة تعصف بالأسرة المسلمة، فتطال الأفراد وعلاقاتهم الاجتماعيَّة، ومستقبل الأسرة بشكل عام، فنجد أطفالاً قد دخلوا في صراعات نفسيَّة شديدة، وضياع محكم إذ فقد الطفل أمَّهُ الحانية، علماً أنُّه لا توجد امرأة تستطيع أن تسدَّ مكتن الأم في التربية والعناية. كذلك تتأثر نفسيتهم وعلاقاتهم الاجتماعية مع غيرهم، حيث يترك الطلاق ظلالاً سلبية عليهم، فينظر النَّاس إليهم نظرة ازدراء أحياناً، ولا يُأبهُ بهم غالباً، أمَّا الأم المطلَّقة فلن تكون بمنأىً عن هذه النظرة السلبيَّة، حيث تُعاني الأوضاع النفسيَّة الصعبة، ولا ينظر إليها النَّاس النظرة العادلة السوية، وقد لا تجد فرصتها في الزواج من جديد، ممَّا يجعلها في جحيم نفسي ومادي لا يُطاق، فالمرأة بدون زوج لا تساوي شيئاً، وأمَّا بالنسبة للزوج فيناله أيضاً القسم الكبير من هذه الأضرار فيتنبه النَّاس ويحذرون من تزويجه، وكذلك يحمل هم تربية الأبناء والعناية بهم، ومن هنا جاء وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للطلاق بأنَّه أبغض الحلال إلى الله.
نصائح وتوجيهات عامة
- يعتبرُ الحوار من الامور الهامَّة جداً في ضبط العلاقات الزوجيّة وتوجيهها. الصبر والحكمة من أنجع الأدوية في مواجهة مشاكل وصعوبات الحياة الزوجيَّة المتعددة، والمتجددة. الشجاعة في الحياة الزوجيَّة، تكمن في القدرة على النهوض والوثوب رغم الصعاب. ليس ضعفاً ولا جبناً أن يتنازل طرفا العلاقات الزوجيَّة لبعضهما البعض عن بعض الحقوق المعنوية أو الماديَّة، بل يُعَدُّ انتصاراً تنعكس آثاره على الأسرة بأسرها.