التضليل الإعلامي حول ما يجري في سورية: لعبة وسائل الإعلام الغربية القذرة
هيستيريا التضليل الإعلامي حول ما يجري في سورية ومحاولات شرعنة التنظيمات الإرهابية والتغطية على جرائمها ما زالت مستمرة في وسائل الإعلام الأجنبية وعلى وجه الخصوص الأمريكية وتزداد وتيرتها كلما تعرضت هذه الأدوات للهزيمة مثلما يحدث الآن في محافظة إدلب حيث ينهار الإرهابيون أمام بطولات وضربات الجيش العربي السوري. وسائل الإعلام الغربية والأمريكية التي لطالما شكلت ركناً أساسياً في الحرب الإرهابية على سورية ما زالت تصف الإرهابيين بأنهم “معارضون” وتصر على مواصلة نهجها التضليلي ذاته لتحرف الوقائع أمام المتابع الغربي بما يناسب سياسة ومخططات مشغليها وهذا ما حذرت منه عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطية تولسي غابارد التي نددت بكيفية تغطية وسائل الإعلام الأمريكية لما يجري في إدلب وإخفائها الحقائق بهدف التغطية على تنظيم “القاعدة” الإرهابي وحمايته.
غابارد أكدت في تغريدة نشرتها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أن إدلب تعتبر “أكبر معقل لتنظيم القاعدة الإرهابي” مشيرة إلى أنه على الرغم من إدراك الساسة في الولايات المتحدة والعالم هذه الحقيقة إلا أن “وسائل الإعلام الأمريكية ما زالت تصف إرهابيي التنظيم المذكور بـ “المتمردين” وتريد حمايتهم”. غابارد أعادت إلى الأذهان اعتراف بريت ماكغورك المبعوث السابق للتحالف الدولي المزعوم ضد تنظيم “داعش” الإرهابي الذي عمل في إدارتي الرئيسين الأمريكيين باراك أوباما ودونالد ترامب ووصفه محافظة إدلب بأنها “أكبر ملاذ لتنظيم القاعدة منذ هجمات أيلول عام 2001” كما أنها استرجعت تصريحات مايلز كاغينز المتحدث باسم عمليات التحالف المذكور حين قال إن “إدلب تبدو وكأنها مغناطيس يجذب المجموعات الإرهابية وهناك مجموعات عدة فيها وكلها سيئة وخطيرة وتشكل تهديداً للمدنيين الأبرياء”. غابارد أعربت عن أسفها من إصرار وسائل الإعلام الأمريكية التي تحولت منذ بداية الأزمة في سورية إلى أبواق تروج للتنظيمات الإرهابية على الاستمرار في التغطية على حقيقة هذه التنظيمات بما فيها تنظيم “القاعدة” الذي تزعم الولايات المتحدة أنه عدوها الأول وتشن الحروب في أنحاء العالم بذريعة القضاء عليه كما توجهت إلى ترامب والمرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة بسؤال حول “رغبتهم بحماية معقل تنظيم القاعدة في إدلب أو هزيمته” مشددة في الوقت ذاته على “حق الناخبين الأمريكيين في معرفة الجواب لهذا السؤال”. غابارد ليست غريبة عما يجري في إدلب والدعم الذي تحصل عليه التنظيمات الإرهابية من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الذي وصفته قبل أيام بأنه “أخطر ديكتاتور في العالم ويدعم كل التنظيمات الإرهابية وأنه ليس صديقاً لأمريكا” بل يريد استعادة الإمبراطورية العثمانية ويعمل مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى لتحقيق هذا الهدف داعية الكونغرس إلى تمرير قانون منع تسليح الإرهابيين. المعايير المزدوجة التي اتبعتها وسائل الإعلام الأمريكية منذ أن بدأت الأزمة في سورية إلى الآن بما فيها من فبركة للأخبار وقلب للوقائع استمرت على مر السنوات الماضية وظلت ثابتة رغم كل المتغيرات مرورا باختراع تسمية “معارضة معتدلة” وإطلاقها على تنظيمات إرهابية مختلفة في الاسم ومتشابهة في الجرائم والفظائع إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وإخفاء حقيقة أنه صنيعة أمريكية غربية بامتياز وصولاً إلى إرهابيي “الخوذ البيضاء” والتغطية على جرائم “التحالف الدولي” غير الشرعي الذي أعلنته الولايات المتحدة عام 2014 بزعم محاربة تنظيم “داعش” ليتضح أنه الداعم الأول والمدافع الرئيسي عن هذا التنظيم ومسرحيات استخدام السلاح الكيميائي المفبركة لاتهام الجيش العربي السوري بها وتأليب الرأي العام العالمي ضد سورية. فبركات وسائل الإعلام الغربية والأمريكية لتشويه ما يجري في سورية والحرب التي تخوضها ضد الإرهاب تصب في صلب حملات التضليل الممنهجة ضد سورية وستبقى اللعبة القذرة التي تهدف لتحقيق أجندات استعمارية معينة.