أكثر من 75 يوماً من الأرقام المتسارعة سواء إصابة أو وفاة نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19". ومع تسارع وتيرة الأرقام تسابقت دول العالم في إجلاء رعاياها من الصين بؤرة تفشي الفيروس، وغيرها من الدول التي شهدت انتشاراً حاداً لـ"كوفيد – 19". وسجلت أحدث الأرقام للفيروس حول العالم، 90925 إجمالي الإصابات، و3125 إجمالي الوفيات، و48140 إجمالي المتعافين، و76 إجمالي الدول المصابة. وفي ظل هذا التسابق والتسارع، ضربت دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً جديداً في رسالتها الإنسانية للعالم، وبتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإجلاء رعاية عدد من الدول الشقيقة من مقاطعة هوباي الصينية، بؤرة تفشي كورونا المستجد.

العملية الإنسانية

وجاءت عملية الإجلاء، التي قامت بها الإمارات، في ظل سياستها لنشر رسالة الإنسانية. ففي وقت سابق الأربعاء، قامت طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة بعملية الإجلاء، ضمت 215 شخصاً من رعايا دول عربية وصديقة. وشارك في تلك المهمة فريق الاستجابة الإنساني، الذي تضمن فريقاً من المتطوعين شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري، التي كانت مشاركتهم لتعزيز وإبراز الدور الإنساني والتطوعي. وعلى الجانب السياسي، قامت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسفارة دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية بالتنسيق مع سفارات الدول المعنية، بتنظيم عملية الإجلاء ضمن جهود الإمارات المستمرة لتعزيز التعاون مع الحكومة الصينية من أجل احتواء انتشار الفيروس. ومع جهود الإجلاء مدت الإمارات أيضاً يد العون إلى الصين؛ حيث قال سفير الصين لدى دولة الإمارات ني جيان إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعطى إشارات إيجابية للمجتمع الدولي؛ مفادها بأن الصين والإمارات تتعاونان للتغلب على الصعوبات في السراء والضراء.

وأكد جيان أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأسبوع الماضي، أسهم في التأكيد على ذلك. وقال السفير الصيني، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إن الاتصال الهاتفي عزز علاقات التضامن والتعاون بين الإمارات والصين. وذكر أن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عرض دعم جهود الصين في السيطرة على الوباء منذ البداية". مثنياً على دعم حكومة وشعب دولة الإمارات للصين عبر إرسال دفعات متعددة من الإمدادات الطبية، لدعم ووهان والصين بشكل عام.

إنجاز في 48 ساعة

خلال الـ48 ساعة فقط نجحت الإمارات في تجهيز "مدينة الإمارات الإنسانية" في أبوظبي مزودة بأحدث الأجهزة الطبية والإنسانية والترفيهية، لتوفير جميع سبل الراحة والاطمئنان للعائدين من الصين بمختلف جنسياتهم ممن تقطعت بهم السبل، بعد أن حاصرهم الفيروس. وتضافرت جميع الجهود لإنجاز تلك المهمة الإنسانية؛ حيث تم تجهيز المرافق الطبية والصحية والترفيهية، وبالفعل استقبلت المدينة العائدين بكل ترحاب؛ حيث حظوا بمشاعر الاستقبال ورسالة خاصة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

كما تم تجهيز "المدينة الإنسانية" في أبوظبي بجميع التجهيزات والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعاية الدول الذين تم إجلاؤهم، للتأكد من سلامتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوماً. وستوفر لهم منظومة رعاية صحية متكاملة طوال فترة الحجر، وبما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية، إلى حين التأكد التام من سلامتهم.

إشادات عربية ودولية

وأشاد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، بالمبادرة الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مقر الطلاب اليمنيين وعائلاتهم من ووهان الصينية، التي ينتشر فيها فيروس كورونا الجديد. وقال عبدالملك، في تغريدة على تويتر: "إجلاء أبنائنا الطلاب وعائلاتهم من ووهان في الصين موقف كريم وأصيل من أشقائنا في دولة الإمارات.. لهم منا كل الشكر والتقدير". كما أعلنت وزارة الخارجية السودانية وصول طلاب سودانيين من مدينة ووهان الصينية إلى الإمارات. وقالت إن هؤلاء الطلاب وضعوا في مركز للحجر الصحي لمدة 25 يوماً قبل أن يسمح لهم بالسفر لأوطانهم. كما قدمت منظمة الصحة العالمية، الإثنين الماضي، الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، على إيصال مساعدات طبية خاصة بالمنظمة الدولية إلى إيران، لاحتواء انتشار وباء كورونا المستجد.

وشكر تيدروس أدهانوم غبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعم جهود المنظمة الدولية بتوفير طائرة مكنت فريق خبراء المنظمة والإمدادات الطبية الخاصة بفيروس "كورونا" من الوصول بنجاح إلى إيران. ونقلت طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية 7.5 طن من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى إيران. رسائل إيجابية وقت الأزمات تضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً تلو الآخر في سجلها الإنساني، الذي رسخه مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان داخل البلاد.