الجامعة العربية تدعم موقف مصر في مفاوضات سد النهضة
أكد وزراء الخارجية العرب في ختام دورتهم العادية اليوم دعمهم لموقف مصر في مفاوضاتها مع أديس أبابا بشأن سد النهضة. وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي إن القرار ينص على "رفض أي مساس بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل"، إضافة إلى "رفض أي اجراءات أحادية تقوم بها جمهورية اثيوبيا". واعتبر أبو الغيط أن "القرار العربي يدفع نحو استئناف المفاوضات حول سد النهضة". الرئاسة المصرية قالت أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة. إثيوبيا التي تغيّبت عن جولة المحادثات الأخيرة، نفت من جهتها التوصل إلى اتفاق، وأعربت عن "خيبة أملها" من البيان الأميركي. ورأت أن السد ضروري من أجل تزويدها الكهرباء، وعملية التنمية. وأعلن وزير الخارجية الإثيوبي غيدو اندارغاتشو أن بلاده ستستمر في المحادثات التي تجري بوساطة أميركية، إلا أنه حذر في الوقت نفسه واشنطن من تسريع العملية أو محاولة التأثير على نتائجها. وقال: "نعتقد أن البيان الأميركي الأخير غير دبلوماسي". وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي بياناً، أعلنت فيه التوصل إلى اتفاق، داعية إثيوبيا إلى توقيعه "في أسرع وقت ممكن". وأبدت مصر وحدها تأييدها للاتفاق، واصفة إياه بأنه "عادل ومتوازن". لكنها عبرت عن خشيتها من أن يؤثر المشروع على إمداداتها من النيل الذي يوفّر 90 في المئة من المياه التي تحتاج اليها للشرب والري. وكان من المتوقع أن توقّع الدول الثلاث على اتفاق في واشنطن، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، لكن إثيوبيا تخلّفت عن الاجتماع، ووقّعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى. وقد اختتمت في 14 شباط/ فبراير الماضي مفاوضات سد النهضة بين وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، والتي تمّت برعاية وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن، وبحضور ممثلي البنك الدولي، في العاصمة الأميركية واشنطن. وتعد تعبئة خزّان السد القادر على استيعاب 74 مليار متر مكعّب من المياه بين أبرز النقاط العالقة، حيث تخشى القاهرة أن تسرّع أديس أبابا عملية ملء الخزّان، ما من شأنه أن يخفض تدفق المياه إلى مصب النهر. ويلتقي النيل الأبيض والنيل الأزرق في الخرطوم، ويتابع النهر تدفّقه شمالاً إلى مصر، ويصب في البحر المتوسط. ودخلت العام الماضي وزارة الخزانة الأميركية على الخط لتسهيل المحادثات بين إثيوبيا ومصر والسودان، بعدما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حليفه الأميركي دونالد ترامب للتدخل. وتسبب السد الضخم الذي سيصبح متى أُنجز أكبر مصدّر للطاقة الكهرمائية في أفريقيا، بتوتر بين أديس أبابا والقاهرة منذ بدأت إثيوبيا بالعمل على تشييده على النيل في العام 2011.