مصر و إسرائيل قلقتان من إخلاء الوجود الأميركي في شبه جزيرة سيناء
البنتاغون يبلغ الكونغرس الأميركي بإمكانية إلغاء أو تقليص القوات الأميركية التي تشارك في قوات متعددة الجنسيات في شبه جزيرة سيناء، ومصر و"إسرائيل" تعبّران عن قلقهما من أن سحب القوة الأميركية أو تقليصها سيتسبب ببلبلة أمنية في شبه الجزيرة، وسيشجع أيضاً دولاً أخرى في القوة الدولية على القيام بخطوات مشابهة.
أعربت مصر و"إسرائيل" عن قلقهما إثر إبلاغ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكونغرس الأميركي بإمكانية إلغاء أو تقليص المشاركة الأميركية في القوة المتعددة الجنسيات في شبه جزيرة سيناء، التي تشارك فيها منذ 38 عاماً. الإعلان جاء خلال جلسة استماع في الأسبوع الماضي، واطلعت "إسرائيل" على الموضوع أيضاً. وأفادت مصادر أميركية بأنَّ الخطوة تُدرس في إطار سياسة الرئيس دونالد ترامب لتقليص التدخّل العسكري الأميركي في أنحاء العالم، ولأسبابٍ تتعلّق بالميزانية أيضاً. وتتواجد القوات الأميركية في شبه جزيرة سيناء من خلال كتيبة مشاة عديدها حوالى 450 جندياً. وسبق أن قُلّصت واشنطن عديدها في الماضي، بعد أن كان 750 جندياً. ووظيفة الكتيبة هي مراقبة تطبيق الجوانب العسكرية من اتفاق السلام بين "إسرائيل" ومصر. وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قال للجنة مجلس النواب إن الإدارة تدرس مبرر إبقاء قوات كهذه، وهي معنية بإلغائها أو دمجها في المستقبل في المواجهات المتوقعة مع روسيا والصين. وبحسب الكاتب يوني بن مناحِم في المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة، فإن إمكانية سحب القوة الأميركية من سيناء أو تقليصها، هي على ما يبدو السبب في قرار مصر إقامة جدارٍ إسمنتي كبير بطول 14 كلم على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، من أجل إحباط عبور "متشددين" من القطاع إلى سيناء للانضمام إلى صفوف "داعش"، بعد تزايد هذه الظاهرة في الأشهر الأخيرة. وتخشى مصر و"إسرائيل" من أن سحب القوة الأميركية أو تقليصها سيتسبب ببلبلة أمنية في شبه الجزيرة، وسيشجّع أيضاً دولاً أخرى في القوة الدولية على القيام بخطوات مشابهة. ونقل الكاتب عن مصادر رفيعة المستوى في القدس قولها إن البلدين سيطلبان من واشنطن الامتناع عن أي خطوة إخلاء أو تقليص للقوة الأميركية، مشيراً إلى أن التعاون الأمني بين "إسرائيل" ومصر في شبه جزيرة سيناء "هو الأوثق"، مضيفاً أنهما "تعملان ضد إرهاب حماس وداعش"، بحسب تعبيره.