رسالة أوروبية لأردوغان.. حدودنا مغلقة ..اشتباكات بين مهاجرين وقوات أمن على الحدود اليونانية التركية
أبرمت المفوضية الأوروبية في مارس 2016 اتفاقاً مع تركيا يهدف إلى منع تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، وضبط انتقالهم عبر أراضيها، وخصصت 6 مليارات يورو لتمويل الاحتياجات الضرورية للاجئين فيها.
نشر وزير الداخلية الألماني هورست زي هوفر تغريدة باللغة العربية على موقع تويتر، قال فيها: "نحتاج إلى النظام على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وسوف ندعم اليونان بكا ما أوتينا من قوة في هذا الصدد". وأضاف أن "حدود أوروبا ليست مفتوحة أمام اللاجئين من تركيا، وينطبق هذا على حدودنا الألمانية أيضا".
وحذر رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان من أن تركيا ستكون أمام خيارين: "إما إرجاع اللاجئين إلى سوريا، أو إطلاقم باتجاه أواوربا"، وهذه باستخدام القوة لمنع المهاجرين "غير الشرعيين" من دخول بلاده.
صحيفة "إندبندنت" البريطانية رأت أن مُخطط أردوغان لابتزاز أوروبا "لن ينجح طويلا" واعتبرت أنه يتعين على قادة أوروبا والولايات المتحدة إقناع الرئيس التركي "بالقوة" بأن رفضه التعاون سيعود عليه بخسائر أكبر بكثير من إثارته عدم الاستقرار. صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ابتزازه لأوروبا بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في ليبيا وسوريا مع مواصلة تهديده بإغراق القارة العجوز بالمهاجرين، لكن أوروبا ردت عليه بشكل واضح: حدودنا مغلقة وصراخك لن ينفعك.
اندلعت اشتباكات على الحدود اليونانية التركية، صباح الجمعة، حيث استخدمت السلطات اليونانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد محاولات المهاجرين للدخول عبر الحدود إلى اليونان، في حين أطلقت السلطات التركية كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع على الجانب اليوناني من الحدود. وحاول الآلاف من المهاجرين واللاجئين الوصول إلى اليونان عبر الحدود البرية والبحرية الشرقية للبلاد خلال الأسبوع الماضي، بعد أن أعلنت تركيا أن حدودها مع أوروبا، التي كانت تحت الحراسة في السابق، أصبحت مفتوحة. وبعد شهور من التهديدات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تكون حارس البوابة لأوروبا. وطلب أردوغان من أوروبا تحمّل المزيد من عبء رعاية اللاجئين، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يصر على أنها ملتزمة باتفاق صرفت فيه مليارات اليورو لرعاية اللاجئين في مقابل ترك أنقرة اللاجئين على أراضيها.
ضبط الحدود مع تركيا
وأثار قرار أردوغان وتبعاته على الحدود مع اليونان قلق الحكومات في أوروبا، التي ما زالت تشهد تداعيات سياسية من هجرة اللاجئين الجماعية التي بدأت قبل خمس سنوات. وأعلنت ألمانيا أنها سترسل عددا من خبرائها الأمنيين إلى اليونان للمساعدة في عمليات ضبط الحدود مع تركيا التي تشهد تدفقا للاجئين بعد سماح السلطات التركية لهم بالتوجه إلى هناك. وتقول اليونان إنها تحتاج دعما أوروبيا لضبط حدودها التي تعد الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي كله. ووجهت السطات اليونانية تحذيرات للاجئين من عبور الحدود باعتبار ذلك تصرفا غير قانوني يعرضهم للاعتقال والترحيل. وجاءت خطوة أردوغان لفتح الحدود بعد احتدام المعارك مع الجيش السوري في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، حيث تقاتل القوات التركية وفصائل مسلحة موالية لها هناك. وأسفرت المعارك المندلعة في تلك المنطقة عن مقتل العشرات من القوات التركية، وأرسل ما يقرب من مليون مدني نحو الحدود التركية المغلقة. ودخل وقف إطلاق النار في إدلب الذي توسط فيه أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتن حيز التنفيذ في منتصف ليل الخميس.
ولم يكن واضحا ما إذا كان الاتفاق سيؤثر أيضا على الوضع على الحدود التركية اليونانية أم لا. وتستضيف تركيا حاليا أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري، هدد أردوغان مرارا بفتح حدود تركيا أمامهم للوصول إلى أوروبا. وأكد أردوغان أن الاتحاد الأوروبي لم يلتزم بما عليه في اتفاق تتجاوز قيمته 6 مليارات يورو يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، بعد أن دخل أكثر من مليون شخص الاتحاد الأوروبي في عام 2015.