سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أسلحة ورافعة وكورونا... أمور تسببت بإغلاق الحرم المكي


يذكر المسلمون مخاطر عديدة هددت البيت المقدّس في مكة، سواء أكانت حوادث تاريخية مذكورة في القرآن (قصة أصحاب الفيل) أم في المرويات والمراجع التاريخية (استهدف جيش يزيد بن معاوية الحرم المكي بالمنجنيق وسرقة القرامطة للحجر الأسود)، لكن العقود الأخيرة بل حتى الأيام الأخيرة، كانت شاهدة على تهديدات أخرى، تسببت بإغلاق الحرم المكي وإيقاف المناسك الدينية هناك. إليكم ثلاثة حوادث أساسية تسببت بإغلاق الحرم المكي وتعطيل الشعائر فيه:

1- تهديد بيولوجي: "كورونا" يخلي الحرم خوفاً من تفشي الفيروس بين الزائرين، قررت السعودية تعليق العمرة للمواطنين والمقيمين فيها مؤقتاً، حيث ذكرت وزارة الداخلية السعودية أن الحكومة "ستراجع قرار التعليق بشكل مستمر وإيقاف العمل به، إذا انتفت الأسباب التي دعت إليه". وأعلنت السعودية الأربعاء، تعليق أداء العمرة للمواطنين والمقيمين فيها حتى إشعار آخر، كإحدى إجراءات منع تفشي فيروس كورونا. وأشار مسؤول في وزارة الداخلية إلى "امتداد قرار تعليق الدخول لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي موقتاً من خارج المملكة.. وكذلك قرار تعليق الدخول بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا الجديد منها خطراً". وعبر المسلمون حول العالم عن أسفهم على خلو الحرم المكي من المصلين والطائفين، متمنين انحسار الوباء سريعاً حتى يتسنى لهم إقامة مناسك الحج والعمرة هذا العام.

2- تهديد أمني: أسلحة وكوموندوس في الحرم أصدرت وزارة الداخلية السعودية في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1979 بياناً قالت فيه إن "زمرة خارجة على الدين الإسلامي اغتنمت صلاة فجر يوم الثلاثاء 1-1-1400 هـ وتسللت إلى المسجد الحرام ومعهم بعض الأسلحة والذخيرة وقدموا أحدهم إلى جموع المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة لأداء صلاة الفجر، مدعين بأنه المهدي المنتظر، ونادوا المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام للاعتراف به بهذه الصفة وتحت وطأة السلاح، وقد قامت السلطات المختصة باتخاذ كل التدابير للسيطرة على الموقف". كان ذلك جهيمان العتيبي ونفر من جماعته الذين تسللوا فجر الأول من محرّم إلى الحرم المكي، حاملين نعوشاً تحتوي رشاشات أوتوماتيكية وذخائر وقنابل يدوية من أجل طلب البيعة لمحمد بن عبد الله القحطاني (صهر العتيبي وتلميذ عبد العزيز بن باز) بوصفه المهدي المنتظر. تحصنّ أنصار العتيبي داخل الحرم، أغلقوا الأبواب مانعين بذلك حركتي الدخول والخروج، واتخذوا وضعيات قتالية لمواجهة قوات الحرس الوطني السعودي وجنود كتيبة المظليين. عشرات الجنود السعوديين قُتلوا والعتيبي لم يستسلم. الجثث مكوّمة على المداخل، الأسلحة السعودية الثقيلة موجهة إلى الحرم، والمعتمرون غير مدركين لما ستؤول إليه الأمور. محاولات سعودية مستمرة لاقتحام الحرم دونما جدوى. وفي الرابع من كانون الأول/ديسمبر قامت مجموعة من الجنود الباكستانيين والسعوديين المزودين بخطط (أعدّها ثلاثة ضباط من وحدة التدخل في الدرك الفرنسي) وبغازات كيميائية معدّة لقتل المسلحين، بالهجوم على سراديب الحرم التي تحصّن فيها المسلحون بعد مقتل "مهديهم" القحطاني. انتهت عملية قوات الكوموندوس بمقتل عدد كبير من المسلحين، وبإخراج العتيبي مهزوماً من مخبئه، وذلك بعد قرابة الأسبوعين من تحويل الحرم المكي إلى ساحة حرب حقيقية.

3- تهديد طبيعي: الرافعة تحصد أرواح المعتمرين قُبيل موسم الحج وعند الساعة 17:10 من يوم الجمعة في 11 أيلول/سبتمبر 2015، سقطت رافعة حديدية منصوبة في الحرم المكي لتتسبب بمقتل 110 أشخاص وإصابة 209 من معتمري بيت الله ومرتاديه. وصرّحت السلطات السعودية حينها، بأن العواصف الشتوية الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة كانت سبباً في التواء الرافعة وسقوطها في ساحة الحرم، الذي كان يشهد عملية توسعة بقدر 400 ألف متر مربع إضافية. وحامت شكوك بعد الحادثة حول العاملين في شركة بن لادن للمقاولات، ودورهم في التسبّب بسقوط الرافعة التي حصدت أرواح الزائرين الآتين من حوالي 20 بلداً، لكن المحكمة السعودية برأت العاملين وسمحت باستئناف عمليات التوسعة، قائلةً إن الرافعة كانت في وضعية سليمة وآمنة، ولم يثبت إهمال أي من المتهمين. إثر الحادثة بدأت عملية تغيير الأرضيات الرخامية في منطقة الطواف قبل الانتهاء من أعمال إزالة الرافعة المنهارة، فيما مدت السلطات شريطاً في مساحة 500 متر مربع، تقع في منطقة السعي بين الصفا والمروة. ومنعت السلطات السعودية دخول الحجاج إلى الطابقين الثاني والثالث من أجل أداء صلاة الفجر وذلك لإجراءات الصيانة، التي استمرت لقرابة اليومين.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,