سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


تراجع تاريخي.. ماذا يحدث في اتحاد ميركل؟


واصل الاتحاد المسيحي "يمين وسط" في ألمانيا تراجعه التاريخي في استطلاعات الرأي، محققا أسوأ معدل تأييد في تاريخه، وسط أزمة قيادة حادة وحالة من الضبابية تكتنف خليفة المستشارة الحالية المنحدرة من الاتحاد أنجيلا ميركل. ووفق استطلاع أجراه معهد "فالن" لقياس اتجاهات الرأي العام (خاص)، لصالح القناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف)، فإن الاتحاد المسيحي حصل على تأييد 26% من الألمان، بتراجع قدره نقطة مئوية مقارنة بالشهر الماضي، ليحقق بذلك أسوأ نتائجه تاريخيا. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، الشريك في الائتلاف الحاكم، فتقدم نقطتين مئويتين ليحصل على نسبة 16%، كما ارتفعت شعبية حزب الخضر "يسار" بمقدار نقطة مئوية لتصل إلى 23%، ويقف خلف الاتحاد المسيحي بفارق 3 نقاط. واستقرت شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" (يمين متطرف) عند 14%، بينما تراجعت شعبية حزب اليسار "يسار متطرف" بمقدار نقطتين إلى 8%، واستقر الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" عند 6%. ويتكون الاتحاد المسيحي من تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي الذي ينشط على المستوى الوطني في 15 ولاية من أصل 16، والحزب الاجتماعي المسيحي النشط في ولاية بافاريا "جنوب" فقط، ويعد التحالف بين الحزبين تاريخيا، ويعود لعقود طويلة. ويقود الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تنحدر منه ميركل هذا التحالف، ويعد الطرف الأقوى والأكثر تأثيرا وثقلا. وبدأ الاتحاد المسيحي تراجعه التاريخي في يوليو/حزيران 2018، حين كسر حاجز الـ29% من تأييد الناخبين في استطلاعات الرأي لأول مرة في تاريخه، وظل معدل تأييده دون الـ29% منذ هذا التاريخ.

حالة من الضبابية

ومنذ أسابيع، تضرب الفوضى الحزب الديمقراطي المسيحي بعد إعلان رئيسة الحزب أنغريت كرامب كارنباور عزمها التخلي عن منصبها وتراجعها عن قيادة الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة في 2021، ما خلق حالة من الضبابية حول مستقبل الحزب، خاصة في ظل إعلان ميركل في ديسمبر 2018 انسحابها من الحياة السياسية بعد نهاية الفترة التشريعية الحالية في خريف 2021. ووفق استطلاع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني، فإن الزعيم السابق للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي فريدريش ميرتس يتقدم السباق لرئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي "يمين وسط"، وبالتالي قيادة الحزب في الانتخابات المقبلة وخلافة ميركل في منصب المستشار. وحصل ميرتس صاحب المواقف المتشددة حيال اللاجئين ودائم الانتقاد لميركل على تأييد 27% من أعضاء الحزب الديمقراطي المسيحي، متقدما بـ3 نقاط على أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا "غرب"، وهو المرشح الأكثر وسطية بـ16 نقطة على رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني نوربرت روتجن الذي حاز 11% من تأييد أعضاء الحزب. وتجرى انتخابات رئاسة الحزب في 25 أبريل المقبل. وشمل الاستطلاع، الذي أجري خلال الفترة من 3 إلى 5 مارس الجاري، 1276 ألمانيا، ويبلغ هامش الخطأ 3%. ووفق صحيفة دي فيلت الألمانية، فإن الحزب الديمقراطي المسيحي يقود التراجع الحالي للاتحاد المسيحي في استطلاعات الرأي، نتيجة للفوضى التي تضرب الحزب الأكبر والأقوى في التحالف، وحالة الضبابية التي تكتنف مستقبل قيادته والاستقطاب بين جناحيه المتشدد والمعتدل، وأخيرا فضيحة ولاية تورينغن الأخيرة "شرق".
وبدأت حالة الفوضى الحالية في الحزب الديمقراطي المسيحي في الأسبوع الثاني من فبراير الماضي، حين أبلغت أنغريت كارنباور خلال اجتماع هيئة الحزب العليا أنها "لن تترشح لمنصب المستشارة، وستتخلى عن رئاسة الحزب بعد ترتيب أمور خلافتها، واختيار مرشح المستشارية للانتخابات المقبلة". وجاءت الخطوة إثر فضيحة سياسية ضربت الحزب، بعد تعاونه مع حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف"، لإيصال مرشح من الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط"، هو توماس كميرش، لمنصب رئيس وزراء ولاية تورينغن "شرق" في انتخابات أجراها برلمان الولاية. ويعد رفض التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا، سواء في ائتلافات حكومية أو مشاركته التصويت على مشاريع طرحها أو طرف فيها في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات، أحد أهم مبادئ الحزب الديمقراطي المسيحي، لذلك كانت ردة الفعل قوية ضد مشاركته في التوافق على رئيس وزراء "تورينغن"، وكذلك تعرضت كارنباور لانتقادات غير مسبوقة.

أمر محظور

وكانت ميركل أكدت في تعليقها على الأزمة أن أعضاء حزبها في برلمان ولاية تورينغن ارتكبوا أمرا محظورا بهذا التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا. وبالإضافة لفضيحة "تورنغن"، قوض انسحاب كارنباور من المشهد حالة الاستقرار التي يعيشها الحزب والانتقال السلس للسلطة من ميركل إلى وزيرة الدفاع الحالية، الذي كان موضع إشادة منذ تنازل ميركل عن رئاسة الحزب وترتيبها انتخاب كارنباور لخلافتها في ديسمبر 2018، وفق دي فيلت. ومع انسحاب كارنباور، وبدء الترشح لمنصب رئيس الحزب، ظهرت حالة استقطاب حادة بين الجناح المتشدد بقيادة ميرتس والجناح المعتدل بقيادة لاشيت، ما فاقم أزمة الضبابية التي يعيشها أكبر أحزاب ألمانيا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,