ترحيب أوروبي باتفاق إدلب.. وباريس: يتضمن نقاطا غامضة
رحب الاتحاد الأوروبي باتفاق وقف إطلاق النار في مدينة إدلب السورية، فيما اعتبرت الرئاسة الفرنسية أنه لا يزال هشاً ويتضمن عدداً من "النقاط الغامضة". وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لدى وصوله لمحادثات مع وزراء خارجية التكتل في زغرب "بالتأكيد أنا مسرور لوقف إطلاق النار. إنه خبر جيد. فهو على الأقل مؤشر إلى حسن النوايا، لنر كيف ستسير الأمور". وشدد على أن وقف إطلاق النار "شرط لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي إدلب". وأضاف ردا على سؤال يجب أن "نركز جهودنا على الجانب الإنساني".
من جهتها قالت الرئاسة الفرنسية: "توافق الروس والأتراك على قاعدة أنتجت اليوم وقفا لإطلاق نار لم يترسخ جيداً بعد"، مشيرةً إلى "خفض للتصعيد العسكري لكن مع استمرار عدد من التحركات ميدانيا". وأضافت: "يتضمن هذا الاتفاق عدداً من النقاط الغامضة، ومسائل يصعب التعامل معها، خصوصاً بشأن الانسحاب من الطرق الدولية أم4 وأم 5، وحديثاً عن دعم سياسي وإنساني.. لا وضوح بشأن ترتيباته". ودخل وقف إطلاق نار في منطقة إدلب حيز التنفيذ، منتصف ليل الخميس الجمعة، بموجب اتفاق بين تركيا وروسيا توصلتا إليه في موسكو. وقال فيلاديمير بوتين الرئيس الروسي، أمس، إنه اتفق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على وقف إطلاق النار في إدلب بسوريا. وتابع، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي من موسكو، أنه اتفق مع أردوغان على مواصلة العمل بشأن سوريا بصيغة محادثات الأستانة. وجرت هذه المحادثات بين الحكومة السورية وعدد من قادة فصائل المعارضة برعاية روسية وتركيا، وذلك في العاصمة الكازاخستانية في 23 و24 يناير/كانون الثاني 2017. وقررت إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار ومنع وقوع أي استفزازات ووضع الآليات الناظمة لوقف إطلاق النار.
وأعلن الرئيس الروسي أن موسكو وأنقرة توصلتا إلى وثيقة مشتركة حول التسوية في سوريا بعد محادثات في الكرملين سيتم الإعلان عن بنودها من قبل وزراء الخارجية". وتمثل إدلب حاليا معقلا للجماعات الإرهابية ومليشيات موالية لتركيا، وتخضع لاتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في حوار أستانة 2018. إلا أن الجيش السوري تمكن بمساعدة هجمات جوية روسية مكثفة من استعادة عشرات البلدات في المحافظة خلال الأسابيع الماضية، في أكبر تقدم له منذ سنوات، ما أجبر عشرات الآلاف على الفرار إلى الحدود التركية. ونجح الجيش السوري في السيطرة على مواقع مراقبة عسكرية تركية في إدلب وتحطيم معدات وآليات عسكرية وقتل جنود وموالين لها، ما أغضب أنقرة التي شنت بدعم فصائل سورية موالية لها هجوما واسعا على جنوب شرقي المحافظة. وعارضت روسيا العملية العسكرية التركية، مؤكدة أن تنفيذها في منطقة إدلب سيكون "أسوأ سيناريو" وسيكون من حق الجيش السوري الرد على الانتهاكات.