4 أعوام على ملحمة بن قردان مقبرة داعش في تونس
4 أعوام مرت على أكبر مواجهة بين الجيش التونسي وعناصر تنظيم داعش الإرهابي بمدينة "بن قردان" الواقعة على الحدود الشرقية مع ليبيا. ففي فجر 7 مارس/آذار 2016، هاجمت مجموعات مسلحة من التنظيم الإرهابي الثكنة العسكرية في محاولة احتلال المدينة وجعلها قاعدة انطلاق لغزو بقية المدن التونسية. إلا أن رياح الأوضاع الميدانية والعسكرية أتت بغير ما تشتهي سفن "داعش" لتسفر المواجهات التي دامت نحو 7 ساعات عن 55 قتيلا، منهم 36 إرهابيا، و12 من الجيش والقوات الأمنية التونسية، و7 مدنيين. فيما بلغ عدد الجرحى 27 فردا، إضافة إلى اعتقال 7 مسلحين.
ويصف الجنرال المتقاعد من الجيش التونسي الميموني الشارني انتصار سلاح البر في تلك المعركة "بالمفصل" الأهم في تاريخ البلاد الحديث. وأكد الشارني الذي شارك في العملية أن نوايا الدواعش حينها كانت احتلال المدينة الجنوبية وإخضاعها لسيطرة التنظيمات المسلحة على غرار ما وقع في "الرقة" السورية. وتمثل "بن قردان" البوابة الأولى التي تربط تونس بليبيا من خلال معبر "رأس جدير" الحدودي.
وكشف الجنرال التونسي المتقاعد في حديثه، أن جيش بلاده كان على دراية بالهجوم الإرهابي وفقا لمعلومات استخباراتية رصدت قبل أسبوع من تاريخ الواقعة. وأشار إلى أن المعلومات التي تلقاها الجيش حينها تتمثل في وجود تحرك إرهابي معادٍ لتونس تم الإعداد له في معسكرات بمدينتي صبراتة ومصراتة بالجوار الليبي. وأكد أن أغلبية الإرهابيين كانوا من أبناء المدينة الذين تم استقطابهم من تنظيم "جند الخلافة" التابع لداعش، مع وجود جنسيات أخرى جزائرية ومالية شاركت في العملية. ولفت الشارني في الصدد ذاته إلى أنه رغم الخسائر البشرية في صفوف القوات العسكرية، إلا أن هزيمة داعش في "بن قردان" مهدت معنويا لسقوطها في سوريا والعراق.
الإرهاب وحرب الاستنزاف الطويلة
ويرى مراقبون أن مدينة "بن قردان" خيبت "الأحلام" الإرهابية للجماعات المسلحة بإنشاء دولة الخلافة في تونس، وأجهضت مساعي بعض الأطراف السياسية التي كانت تعتقد في المدينة "خاصرة رخوة" بالإمكان احتلالها واستقطاب أهاليها وتحشيدهم ضد الدولة. وذكر الناشط النقابي سليم الحامدي، أحد أبناء المدينة، أن الحرب على الإرهاب بمثابة حروب الاستنزاف الطويلة الأمد، والتي يجب أن تكون معالجتها بالتصدي لكل الأحزاب السياسية التي تتبنى الإرهاب وسيلة لإثبات الذات، وأداة للترويع وتركيع الإرادة الحرة للشعوب.
وأضاف الحامدي في تصريح أن أهالي المدينة شاركوا قوات الأمن في التصدي لهجوم الدواعش. وتابع: "لقد كان يوما تاريخيا توزعت فيه أشلاء الإرهابيين في الطريق الرئيسي للمدينة". ولم ينسَ النقابي المنحدر من "بن قردان" أن يحذر التونسيين من الانجرار وراء خطاب التطرف الذي استعاد، على حد تقديره، مكانته بعد انتخابات 2019 بصعود تيارات سياسية مثل "ائتلاف الكرامة " إلى البرلمان. وتزامنا مع الذكرى الرابعة لما يسميه الشعب التونسي "ملحمة بن قردان" وقع هجوم انتحاري، الجمعة، في محيط السفارة الأمريكية أسفر عن قتلى وجرحى. وأماطت وزارة الداخلية التونسية اللثام عن هوية الإرهابيين منفذي الهجوم الأخير قرب السفارة الأمريكية، واستهدف الإرهابيان دورية أمنية في الشارع المقابل للسفارة الأمريكية بتفجير نفسيهما. وقُتل في التفجير رجل أمن ومنفذا الهجوم وسقط 5 مصابين، الهجوم نفذه تونسيان؛ الأول يُدعى محمد سنيم الزيدي، يبلغ من العمر 19 عاما من منطقة الكرم شمالي العاصمة، والثاني يُدعى لعقة خبيب ويبلغ من العمر 27 عاما من منطقة سيدي داود بالضاحية الشمالية لتونس.