ما إن تخرج تركيا بتصريحات حول إدلب حتى تصطدم بالجدار الروسي، الذي سرعان ما يكشف زيف ادعاءاتها. آخر تلك الادعاءات هي لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي أعلن السبت أن وقف إطلاق النار في إدلب "لم يشهد أية انتهاكات". وفي اليوم نفسه، ردت عليه وزارة الدفاع الروسية بـ19 خرقا تركيا خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق. ردٌ جاء عبر المركز الروسي للمصالحة في سوريا التابع لوزارة الدفاع، قال إنه "تم رصد 19 انتهاكا لنظام وقف الأعمال القتالية من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعية، خلال الساعات الـ24 الماضية". وأكد المركز، في بيان له نشرته وسائل إعلام روسية، أن المليشيات المسلحة لم تلتزم بالهدنة، وتحاول كسب مواقع جديدة داخل المحافظة. في المقابل، ذكر رئيس المركز أن وحدات الشرطة العسكرية الروسية تواصل دورياتها في عدد من المسارات في محافظات حلب والرقة والحسكة السورية. وأوضح أن الطيران الحربي الروسي يقوم بدورية جوية في مسارات عدة، انطلاقا من مطار مدينة القامشلي (شمال شرق سوريا).

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب حيّز التنفيذ، منتصف ليل الخميس. وينص اتفاق وقف إطلاق النار على إقامة ممر أمني يمتد لـ6 كيلومترات إلى الشمال والجنوب من طريق إم4 السريع الواصل بين شرق إدلب وغربها. كما يقضي بتسيير دوريات روسية تركية مشتركة في 15 مارس/آذار. وانهارت عدة اتفاقات سابقة لإنهاء القتال في إدلب، وعبّر محللون وسكان عن مخاوفهم من أن يلقى الاتفاق الأخير المصير نفسه كونه لم يتناول الأزمة الإنسانية أو الحماية الجوية بأي تفصيل.