انقلاب في السعودية تسبب بإعتقال أربع أمراء وعشرات المسؤولين الحكوميين والعسكريين
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن عدد الأمراء الذين طالتهم حملة الاعتقالات الأخيرة في المملكة السعودية بلغ أربعة أشخاص.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين مقربين من العائلة المالكة السعودية أن الأمير الرابع الذي تم اعتقاله ضمن الحملة هو الأمير نايف بن أحمد، الرئيس السابق لهيئة استخبارات وأمن القوات البرية، وهو نجل الشقيق الأصغر للملك سلمان بن عبد العزيز، الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي اعتقل، حسب تقارير إعلامية، يوم الجمعة الماضي مع ولي العهد السابق الأمير، محمد بن نايف، وشقيقه الأصغر نواف بن نايف. ولفت شخص مقرب من العائلة الحاكمة للصحيفة إلى أن حملة الاعتقالات الجديدة جاءت بعد أيام من عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود من رحلة خارجية قام بها بهدف صيد الصقور، وكان نجله الأمير نايف معه في ذلك الوقت. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير أحمد الذي كان يعد لفترة وجيزة في خريف عام 2018 منافسا محتملا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل ولاية العهد كان يحظى حتى الآونة الأخيرة بالحرية التامة في السفر إلى دول أخرى والعودة إلى وطنه، حتى في وقت فرض فيه ولي العهد الأمير محمد قيودا على تحركات أفراد آخرين من العائلة الملكية معارضين له ووضع بعضهم قيد الحجز المنزلي. وتابعت الصحيفة، نقلا عن مصدرين مؤيدين لولي العهد ومقربين من الديوان الملكي وشخص ثالث مقرب من أحد المعتقلين، أن الاعتقالات الأخيرة جاءت بسبب "نفاد صبر" ولي العهد من هؤلاء الأمراء، بعد تلقيه تقارير مفادها أنهم كانوا يشتكون منه أثناء اللقاءات العائلية. وشددت عدة مصادر مقربة من الديوان الملكي للصحيفة على أن الأمير محمد بن سلمان لم يتخوف من أي انقلاب محتمل لأنه سبق أن بسط سيطرته على جميع مؤسسات الحكم في المملكة في السنوات الأخيرة. وذكر مسؤول أمريكي سابق يتابع الملف السعودي عن كثب للصحيفة أن الملك سلمان وقع شخصيا على ما يبدو الأمر باعتقال شقيقه الأصغر (الأمير أحمد)، مشيرا إلى عدم إدخال أي تغييرات في جدول أعمال ولي العهد الأمير محمد رغم هذه التطورات. وأشارت الصحيفة إلى غياب أي مؤشرات على أن هذه الاعتقالات قد تكون بادرة لتسليم مقاليد الحكم من الملك سلمان إلى ابنه الأمير محمد، ونقلت عن طبيب لديه علاقة مع المستشفى الذي يقدم خدمات الرعاية الصحية إلى أفراد العائلة الملكية تأكيده أنه لا يعرف أي شيء عن مشاكل صحية محتملة قد يعاني منها العاهل السعودي.
وفي أول ظهور علني له بعد اعتقالات الأمراء الأخيرة في السعودية، التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الأحد، سفيرين سعوديين، وقد بثت وكالة الأنباء السعودية مقاطع فيديو من اللقاء.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "واس" إن سفيري المملكة المعينين حديثا لدى أوكرانيا والأوروغواي أديا القسم أمام الملك في الرياض، ونشرت صورا للمناسبة ظهر فيها العاهل السعودي وهو يصافح أحدهما.
واعتقل الحرس الملكي يوم الجمعة الماضي شقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز، وابن شقيق الملك ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، لاتهامهما بتدبير محاولة "انقلاب" للإطاحة بولي العهد محمد، بحسب ما قال مسؤولان عربي وغربي لفرانس برس. كما اعتقل أحد أشقاء الأمير محمد بن نايف، وهو الأمير نواف بن نايف، بحسب ما أكد المسؤولان اللذان اشترطا عدم ذكر اسميهما. وكانت مصادر قالت لرويترز في وقت سابق، إن الملك سلمان وقع شخصيا على أمر اعتقال الأمراء، مشيرة إلى أن "الملك في حالة عقلية وبدنية سليمة".
وظهر أمير المنطقة الشرقية في السعودية، الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، في مكتبه بديوان الإمارة، وذلك بعد تقارير إعلامية غير مؤكدة حول اعتقاله ضمن آخرين من العائلة الملكية. ونشرت وكالة "واس" السعودية الرسمية، اليوم الأحد، صورة للأمير سعود، قالت إنها خلال مراسم تقليد مدير إدارة العمليات المشتركة بديوان الإمارة، العميد فهد بن عبد الرحمن بن بصيص، رتبته الجديدة، بعد صدور الأمر الملكي بترقيته.
وقالت "واس" إن مراسم تقليد بن بصيص جرت في مكتب أمير المنطقة الشرقية بديوان الإمارة اليوم، وذكرت أن بن نايف، بارك لابن بصيص هذه الثقة، متمنيا له التوفيق في مهام عمله، دون أن تشير بأي شكل إلى التقارير حول حملة الاعتقالات. ومنذ أمس السبت نقلت وسائل إعلام غربية عدة عن مصادر قالت إنها من القصر الملكي السعودي، أن سلطات المملكة أطلقت حملة اعتقالات واسعة شملت عدة أمراء، بينهم محمد بن نايف، وأحمد بن عبد العزيز، وسعود بن نايف، وهو والد وزير الداخلية الحالي في المملكة، وذلك إضافة إلى عشرات المسؤولين الحكوميين والعسكريين. وذكرت المصادر أن سبب الحملة يعود إلى تخطيط كل من محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز لمحاولة انقلاب على السلطة في البلاد ضد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.