إجابات حول أهداف الحملة وتوقيتها.. تقارير تكشف ظروف اعتقال الأمراء الكبار بالسعودية
نشرت وسائل إعلام غربية أنباء جديدة بشأن الأمراء الكبار المعتقلين في السعودية ضمن الحملة التي قالت إن ولي العهد محمد بن سلمان ينفذها تحضيرا لصعوده إلى العرش والتخلص من أي عقبات محتملة في طريقه. ونقلت صحيفة واشنطن بوست ووكالة رويترز عن مصادر قولها إن الأمراء معتقلون في "فيلات ملكية" في العاصمة السعودية الرياض، وقد سمح لبعضهم بالاتصال بأفراد أسرهم. وذكرت المصادر أن الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك -وهو أبرز المعتقلين في الحملة- طلب يوم السبت من أسرته إحضار "البشت"، وهو عباءة تلبس في المناسبات واللقاءات الرسمية، في مؤشر إلى أنه قد يظهر قريبا في العلن. وقال تقرير رويترز إن الهدف الرئيسي لحملة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو توجيه رسالة قوية لمنتقديه داخل العائلة الحاكمة، مفادها: لا تجرؤوا على معارضة صعودي إلى العرش. وذكرت المصادر أن المستهدف الرئيسي هو الأمير أحمد الشقيق الأصغر للملك سلمان، وهو واحد من ثلاثة فقط من أعضاء هيئة البيعة المسؤولة عن اختيار الملك وولي العهد، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد عام 2017.
هيئة البيعة
ووصف أحد المصادر الاعتقالات بأنها مساع استباقية لضمان موافقة هيئة البيعة على تسليم العرش للأمير محمد عندما يحين الوقت. وهيئة البيعة -المؤلفة من عضو من كل بيت من بيوت أبناء الملك عبد العزيز، وعددهم 34- مهمتها ضمان أن يتحد مئات الأمراء الذين يشكلون الجيل التالي من العائلة الحاكمة وراء الملك الجديد.
واعتُقل الأمير أحمد بن عبد العزيز (78 عاما) يوم الجمعة مع الأمير محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد حتى أطيح به في 2017 وحل الأمير محمد بن سلمان محله. وذكرت تقارير أن السلطات اعتقلت أيضا الأمير نايف ابن الأمير أحمد، والأمير نواف بن نايف، وهو أخو محمد بن نايف. ونقلت رويترز عن مصادرها وبينهم دبلوماسي أجنبي بارز، أن محمد بن سلمان –الذي سعى جاهدا لإحكام قبضته على السلطة- خشي من احتمال أن يلتف الأمراء الساخطون حول الأمير أحمد والأمير محمد بن نايف باعتبارهما مرشحين محتملين لتولي العرش. وقال أحد المصادر "هذا تحضير لانتقال السلطة... إنها رسالة واضحة للعائلة بأنه ليس بوسع أحد أن يعترض أو يجرؤ على تحديه".
التوقيت
وقال مصدر ذو صلة بالعائلة الحاكمة إن ولي العهد ربما أراد تمهيد طريقه للوصول إلى العرش قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، خوفا من أن يتأثر موقفه إذا هُزم الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات. وقال دبلوماسيون أجانب لرويترز إن محمد بن سلمان ربما تحرك ضد عمه وابن عمه خوفا من أن "يتحول الأميركيون ذات يوم لدعمهما".
استياء داخل العائلة
ووفقا لتقرير رويترز، فإن المصادر عندما وصفت الاعتقالات بادئ الأمر، قال العديد منها إن الأمراء المعتقلين اتهموا بالتخطيط لانقلاب لإحباط تولي الأمير محمد العرش، لكن بعض هذه المصادر وآخرين تحدثوا في وقت لاحق عن الاعتقالات أوردوا حججا أقل وطأة، فقالوا إن الاعتقالات جاءت ردا على تراكم سوء التصرف وليس لمؤامرة على ولي العهد. واستخدم مصدران العبارة نفسها، فقالا إن الأمراء تلقوا "شدة أذن" للتوقف عن انتقاد ولي العهد. وقال مصدر إن الأمير أحمد -الذي استضاف عدة مجالس- أثار الشكوك حول موقف ولي العهد من عدة قضايا، منها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إفراج
من جهتها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية -أمس الأحد- إن السلطات السعودية أفرجت عن عدد من المعتقلين من أمراء العائلة الحاكمة ومسؤولين آخرين بعد التحقيق معهم. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات أفرجت عن وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف ووالده الأمير سعود بن نايف. من جهة أخرى، نقل موقع ميدل إيست آي البريطاني عن مصادر قولها إن ولي العهد محمد بن سلمان يقوم بهذه الحملة لأنه يعتزم تنصيب نفسه ملكا قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها بالرياض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.