استشهاد عسكريين عراقيين بغارات أميركية على مواقع للجيش والحشد الشعبي
استُشهد عسكريان عراقيان ومدني على الأقل جراء اعتداءات نفذتها مقاتلات أميركية على مواقع للحشد الشعبي والجيش العراقي في عدد من المناطق. الاعتداءات الأميركية طالت موقع طبابة وموقع آليات عسكرية في السعيدات التابعة لقضاء جرف الصخر، إضافة إلى بلدة بلد جنوب صلاح الدين، وطالت أيضاً مقر أفواج الطوارئ، ومغاوير الفرقة التاسعة عشرة في الجيش العراقي، ومطاراً قيد الإنشاء في مدينة كربلاء العراقية. معلومات أشارت إلى أن تقييم الموقف يؤكد تعرّض أكثر من 5 مواقع لقصف أميركي، منها موقع صلاح الدين. كما طاول القصف موقعاً في الهري في البوكمال عند الحدود العراقية السورية في العمق السوري. ولاحقاً، أفادت مصادر بتعرّض مواقع للجيش العراقي لقصف أميركي، وسط تحليق مكثّف للمقاتلات الأميركية في سماء كربلاء وبغداد وجرف الصخر. النائب العراقي عدنان الأسدي اعتبر أن الاعتداءات الأميركية هي عدوان صارخ على أرض العراق وشعبه، ودعا كل الحريصين على العراق وسيادته إلى إدانة هذا الهجوم والمطالبة بإخراج القوات الأميركية من البلاد. من جهتها، شددت النائب ريم البغدادي على وجوب اتخاذ المسؤولين إجراءات سريعة لإخراج القوات الأميركية من العراق، وعقد جلسة برلمانية طارئة. حركة "النجباء" لفتت إلى أن الولايات المتحدة تستمر في ارتكاب جرائمها واعتداءاتها على مقار الحشد الشعبي والجيش العراقي، وشددت على أن ذلك سيفتح المنطقة على مواجهة تتغير فيها قواعد الاشتباك، وصولاً إلى العمل بقاعدة "العين بالعين". وأشارت إلى أن غالبية الشعب العراقي ستنتقل من مرحلة المقاومة المشروعة إلى مرحلة المقاومة الواجبة، وأن المقاومة ستنفذ مشروعها الموحد القائم على إخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق. الناطق باسم كتائب حزب الله العراق، محمد محيي، قال إن الوجود الأميركي في العراق هو السبب في ما يشهده البلد اليوم. وفي حديث، أكد أن البرلمان العراقي أعطى الحكومة فرصة كبيرة للعمل دبلوماسياً لإخراج القوات الأميركية. وشدد على عدم نجاح محاولات القوات الأميركية في فصل الشارع العراقي عن مقاومته، معتبراً أن واشنطن تحاول ترسيخ وجودها في العراق من خلال بناء مطار في عين الأسد ونشر صواريخ باتريوت. في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الضربات استهدفت كتائب حزب الله العراق، مشيرة إلى أن "الطائرات نفذت ضربات دفاعية دقيقة ضد مواقع كتائب حزب الله العراق في مناطق مختلفة، ومنشآت تخزين الأسلحة المستهدفة شملت مواقع أسلحة استخدمت لمهاجمة القوات الأميركية". وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قال: "لن نتسامح مع هجمات على شعبنا أو مصالحنا أو حلفائنا". بالتوازي، قالت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين عسكريين في البنتاغون، إن "العمليات العسكرية ستكون محصورة بالغارات الجوية التي من شأنها تقويض قدرة كتائب حزب الله على شن هجمات إضافية". وأضافت القناة نقلاً عن هؤلاء المسؤولين: "العمليات الأميركية ستكون متناسبة في استهداف مجموعة مواقع تستخدمها المليشيات في العراق وعلى طول الحدود السورية". وأمس الخميس، قُتل جنديان أميركيان وآخر بريطاني، وأصيب 10 جنود من جنسيات مختلفة، بقصفٍ بصواريخ كاتيوشا على قاعدة التاجي شمال بغداد. وكانت كتائب حزب الله قالت الخميس إن "اختيار الوقت لعملية التاجي كان مناسباً وموفقاً، وهو الوقت الأنسب لاستئناف العمل لطرد الأشرار"، كما باركت منفذي "العملية الجهادية الدقيقة التي استهدفت قوات الاحتلال في قاعدة التاجي". وقال الناطق باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي إن الاستنكارات الحادة من جهات عراقية لاستهداف التاجي "مستغربة". وفي حديث له، شدد محيي على أن الجهات التي استنكرت استهداف معسكر التاجي، لم تستنكر استهداف الأميركيين لقادة في العراق كأبو مهدي المهندس، مضيفاً أن "على المسؤوليين السياسيين والحكومة احترام قرارات مجلس النواب وإرادة الشعب العراقي ودمائه". وليل الخميس، استهدفت طائرات أميركية نقاطاً على الحدود السورية العراقية جنوب شرق البوكمال. الإعلام الأمني العراقي كان قد أعلن عن سقوط عددٍ من الصواريخ في مناطق مختلفة، منها في العاصمة بغداد، وعلى مقر قيادة قوات التحالف الأميركي في المنطقة الخضراء.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن الرد الذي قادته الولايات المتحدة على هجوم تعرضت له قوات التحالف في العراق كان "سريعاً وحاسماً ومتناسبا". وأضاف أن على كل من يسعى لإلحاق الأذى بقوات التحالف أن يتوقع رداً قويا. وقال راب في بيان اليوم الجمعة إنّ "القوات البريطانية موجودة في العراق مع شركاء التحالف لمساعدة البلاد على مواجهة النشاط الإرهابي".