سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


كورونا في أمريكا.. طوارئ وطنية وإلغاء رحلات وترقب حذر


أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حالة طوارئ عامة في البلاد، في مسعى للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال ترامب، في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، إن إدارته مستمرة في جهودها الحثيثة لمواجهة الفيروس، وإنه واثق من قدرة البلاد على وقف انتشار الفيروس داخل الولايات المتحدة الأمريكية. وسجلت الولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في أعداد مصابي فيروس كورونا، حيث تخطى عدد الإصابات المعلنة الجمعة 1700 حالة إصابة مع وفاة العشرات.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه سيتم إجراء الفحوصات الطبية للكشف عن الفيروس على 500 ألف شخص بحلول الأسبوع المقبل. التقرير التالي يرصد دور الطوارئ الوطنية والإجراءات الأمريكية للسيطرة على تفشي الفيروس.
فور اتخاذ هذا القرار الاستثنائي الذي كان يقر تقليدياً لمواجهة كوارث طبيعية وليس لأزمات الصحية، سُجل انتعاش كبير في بورصة وول ستريت، وذلك غداة تسجيلها أسوأ جلسة منذ انهيار أكتوبر/تشرين الأول 1987. وقال ترامب: "من أجل إطلاق الطاقة القصوى لموارد الحكومة الفيدرالية، أعلن رسمياً حال الطوارئ"، مشيراً إلى أنّ هذا الإجراء سيتيح الاستفادة مما يصل إلى 50 مليار دولار من الأصول لمكافحة الفيروس. وأضاف، في مؤتمر صحفي عقده في حدائق البيت الأبيض: "أدعو كل ولاية إلى إنشاء مراكز طوارئ بشكل فوري"، كما دعا المستشفيات إلى تفعيل خططها "للاستجابة لحاجات الأمريكيين". وتعهد بـ"تعزيز" القدرات على إجراء الفحوص الطبية "بشكل كبير". وبموجب هذا القانون، يمكن لترامب نشر قوات داخل الولايات المتحدة وتقييد الاتصالات الإلكترونية، ويمكنه من إعلان الأحكام العرفية والحجز على الممتلكات والحصول على ميزانية دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس. كما سيسمح إعلان الطوارئ لكل ولاية من الولايات المتحدة بطلب حصة فيدرالية بنسبة 75% من التكاليف لتغطية نفقات عمال الطوارئ، والاختبارات الطبية، واللوازم الطبية، واللقاحات، والأمن للمنشآت الطبية، وغير ذلك.
وخلال الإعلان عن حالة الطوارئ، أكد ترامب أن القرار سيعزز التمويل لمكافحة تفشي كورونا وأنه سيسمح للمستشفيات بتفعيل خطط الاستعداد للطوارئ، وأشار ترامب إلى أن القرار يتيح لوزير الصحة والمسؤولين بالقطاع سلطات واسعة لتجاوز بعض القوانين لمنح الموظفين بالصحة مزيدا من المرونة. وعقب قرار ترامب، أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي، التوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس بشأن إجراءات تهدف إلى وقف تأثير فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد الأمريكي وعشرات ملايين الموظفين. وكتبت بيلوسي متوجهة إلى كتلتها البرلمانية: "نحن فخورون بالتوصل إلى اتفاق مع الإدارة يهدف إلى حلّ تحديات رئيسية، والتصويت قريبا" على مشروع القانون هذا في مجلس النواب. وسيتعين بعد ذلك أن تتم الموافقة على النص في مجلس الشيوخ، الذي لا يعتزم الانعقاد قبل الإثنين، ثم إحالته لترامب لتوقيعه قبل أن يدخل حيز التنفيذ. وأعلن الرؤساء الأمريكيون حالة الطوارئ الوطنية أكثر من مرة، أبرزها خلال هجمات سبتمبر/أيلول، كما أعلن ترامب العام الماضي حالة طوارئ وطنية من أجل تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.
ومن ضمن سلسلة الإجراءات الأمريكية، أعلن ترامب تعليق الرحلات البحرية الخارجية 30 يوماً، وذلك بدءا من منتصف ليل الجمعة (4:00 توقيت جرينتش). وغرد الرئيس الأمريكي قائلا: "بطلب مني، وبدءاً من منتصف الليل، وافقت شركات كارنيفال ورويال كاريبيان ونورفيجيان وإم إس سي جميعها على تعليق رحلات السفن السياحية إلى الخارج لمدة 30 يوما"، مشيراً إلى أنّ هذا القطاع يمثّل "صناعة ضخمة ومهمة".
ويأتي هذا القرار في وقت علِق فيه مسافرون، بينهم مصابون، على متن سفن سياحية أبرزها سفينة "دايموند برنسيس" وسط عجز عن الرسو بسبب انتشار الوباء.
بدلت وتيرة الحياة اليومية في الولايات المتحدة في غضون أيام، حيث اضطرت غالبية القطاعات إلى تقليص نشاطاتها بشكل مفاجئ، وتترقب السلطات تصاعدا كبيرا في عدد الإصابات فور توفير آليات الفحوص على نطاق واسع. وتُعطي نيويورك، العاصمة المالية للبلاد، مثالاً واضحاً عن السبيل الذي تمكّن من خلاله الفيروس مِن السيطرة على القوة الاقتصادية الأولى عالمياً. ومنعت التجمعات لأكثر من 500 شخص منذ الخميس الماضي، وانطفأت أضواء مسارح برودواي وصالات الحياة الثقافية في هذه المدينة التي يسكنها نحو 8.5 مليون شخص وتمثّل واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية.
وفي كاليفورنيا، الولاية الأكثر اكتظاظاً سكانياً، منعت التجمعات لأكثر من 250 شخصا، كما أغلق منتزه ديزني في لوس أنجلوس أبوابه، وأعلنت المدارس الحكومية في لوس أنجلوس وسان دييجو الإغلاق، من دون تحديد موعد العودة. كذلك، أعلنت ولايات بينها بنسلفانيا وأوهايو وماريلاند وأيضاً العاصمة واشنطن، إغلاق المدارس الحكومية لأسابيع عدة. كما تزعزعت الحملات الانتخابية الرئاسية، إذ جرى تعليق لقاءات للمتنافسَين الديمقراطيين جو بايدن وبيرني ساندرز، فيما ستجرى المواجهة بينهما المقررة الأحد من دون جمهور. وكانت ولاية لويزيانا الأولى التي تعلن إرجاء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي إلى يونيو/حزيران، بعدما كانت مرتقبة في أبريل/نيسان.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,