تناولت الدراما السورية عبر تاريخها وأعمالها قضايا المرأة السورية والعربية بتفاصيل عديدة، وقضايا مختلفة منها العنوسة والزواج والطلاق والأمومة والانحراف والتفكير والتمرد في مجتمع ذكوري وتعرضها للاضطهاد أو التعنيف، إضافة إلى ظهورها بصورة مثالية في بعض الأعمال كصاحبة فكر خلاق ومبدع. وكثيرة هي المسلسلات التي حملت في عناوينها صفات الأنوثة الدالة على بطولة العمل والقضية منذ زمن طويل وحتى اليوم.

حديثا انتقلت الدراما إلى مقاربة شخصيات المرأة مع الواقع بشكل أكثر بساطة وطبيعية، وإذا كانت الأعمال الشامية قد حملت النقد الأكبر لتقديمها المرأة بصورة خانعة وخاضعة لسلطة الرجل لكن بعض الأعمال المعاصرة قدمتها كذلك أيضا. ولم يكن بمعظم الأحيان تناول قضايا العنف فقط بغية العرض، والتحلي برسالة اجتماعية لتكريس ممارسة العنف ضدهن وإنما لوقف هذا السلوك، وتبيان مخاطره عن طريق تصوير ما يسببه العنف سواء للمرأة وللأسرة وللمجتمع بشكل عام. في العام الفائت لم تخل الدراما السورية من أعمال حملت قضايا المرأة وطرحت قضايا إشكالية منها العمل المشترك " خمسة ونص" و مسلسل "باب الحارة 10" ومسلسل "عطر الشام 4" و"هوا أصفر" و "مسافة أمان" وحتى مسلسل "حرملك" الذي تناول قضية العديد من السيدات اللواتي تخضعن للعنف بسبب حاجتهن إلى المال ومسلسل "أثر الفراشة" و"غفوة القلوب" و"عندما تشيخ الذئاب". كل عمل من هذه الأعمال تناول قضية متعلقة بالمرأة من تبعيتها في مجتمع شرقي إلى إجبارها على الزواج، أو مفهوم الناس لتمردها على العادات والتقاليد وجرائم الشرف وغيرها الكثير من قضايا الحب والزواج والعمل التي تكون فيها المرأة هي الطرف الأضعف.

وتشكل قضايا المرأة مادة هامة ومغذية للدراما العربية، من خلال تنوع مشكلات وطرق وطبيعة المرأة واختلافها في مجتمع يرى أن من أبسط حقوقه أن يعيش الحياة معها وكأنها تابعة أو ملكية خاصة له في بعض الأحيان. وكذلك بحثت الدراما ولو قليلا في انتصارات المرأة ونجاحها ودورها الريادي في المجتمع برغم ماقد تعانيه من صعوبات ومخاطر بسبب التزامها وانشغالاتها الكثيرة وتعرضها للاستغلال. وبرغم كل الانتقادات التي تتعرض لها هذه الأعمال، إلّا أن الدراما بقيت ملتزمة بإحدى قضايا المرأة في كل عمل تقدمه غير آبهة ببعضها في أسلوب وطريقة الطرح.