تسريب جديد يكشف ممارسة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الترهيب بحق مفتشين أثبتا عدم صحة روايتها حول الهجوم المزعوم في دوما
كشف تسريب جديد لمسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن إدارة المنظمة شنت “هجوما خبيثا ومعيبا” ضد مفتشين مخضرمين اثنين أثبتا عدم صحة رواية المنظمة الرسمية بخصوص الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما عام 2018 واتهام الجيش العربي السوري به لتبرير العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي ضد سورية آنذاك. وفي التسريب الجديد الذي حصل عليه موقع (ذي غري زون) الإخباري المستقل تحدث هذا المسؤول وهو الرابع الذي يكشف زيف تقارير المنظمة عن مخاوف جدية بشأن التحقيق الذي أجرته المنظمة بشأن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما و”الرعب من سوء المعاملة البغيضة للمفتشين من قبل إدارة المنظمة” محذرا في الوقت نفسه من وجود مناخ من الترهيب لإبقاء الموظفين الآخرين خائفين حتى يلتزموا الصمت إزاء الكشف عن عدم صحة تقرير المنظمة بشأن الهجوم المزعوم. وبحسب المسؤول في المنظمة فإن النتائج التي توصل إليها المفتشان والمخالفات التي كشفاها قوضت بشدة مزاعم الدول الغربية بأن الجيش السوري هو من نفذ الهجوم الكيميائي في دوما مبينا أن إدارة المنظمة استبعدت عملهما العلمي وأعادت كتابة تقريرها الأول ومنعتهما من إضافة أي مداخلات أخرى إلى التحقيق بعد أن كشفا عن دفن أدلة وتزوير أخرى ليصل الأمر إلى حد تصوير هذين المفتشين المخضرمين كـ “ممثلين محتالين” لهما أدوار ثانوية فقط في التحقيق وأن معلوماتهما غير مكتملة. وأدان المسؤول بقوة الحملة التي تقودها إدارة المنظمة لتدمير سمعة المفتشين وقال إنه “لا يمكن وصف إساءة المعاملة لشخصين مهنيين محترمين وبارعين إلا بالعمل البغيض حيث إنهما في حقيقة الأمر يحاولان حماية نزاهة المنظمة التي تم اختطافها وأصبحت سمعتها مخزية”. وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية كشفت في كانون الأول الماضي وثائق جديدة تثبت تلاعب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما في نيسان من عام 2018 وإجراءها تغييرات كبيرة في أدلة المحققين الميدانيين مشيرة إلى أن مسؤولا رفيع المستوى في المنظمة أمر بإخفاء وثيقة مهمة تقوض مزاعم المنظمة بأن الجيش العربي السوري استخدم السلاح الكيميائي. وأشار المسؤول إلى أن أحد المفتشين السابقين وهو ايان هندرسون مسؤول مخضرم لمدة (12) سنة في المنظمة وخبير أسلحة قاد عمليات تفتيش ميدانية في دوما وأجرى دراسة هندسية تفصيلية لأسطوانات الغاز الموجودة في مكان الحادث وخلص إلى أن الأسطوانات “تم وضعها يدويا ولم تسقط من الجو كما ادعى تقرير المنظمة” ما يشير إلى مسؤولية الإرهابيين في دوما آنذاك عن الحادثة مؤكدا أن المنظمة دفنت دراسة هندرسون وأصدرت تقريرا نهائيا يردد النسخة التي طرحتها وزارتا الخارجية الأمريكية والبريطانية للإشارة ضمنيا إلى أن الجيش السوري أسقط الأسطوانات من الجو. وحذر المسؤول قائلاً إنه “من غير المعقول أن يتم تجاهل المخاوف العلمية الصحيحة بوقاحة لصالح سرد محدد سلفا وأن الافتقار إلى الشفافية في عملية التحقيق بمثل هذه النتائج الهائلة أمر مخيف” مشددا على أن الخوف من الانتقام يمنع المزيد من مسؤولي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الحديث عما يعرفونه. وأضاف: “أنا واحد من بين العديدين الذين فوجئوا وشعروا بالخوف حتى التزموا الصمت بسبب واقع عمل المنظمة.. كما أن التهديد بإلحاق الأذى الشخصي ليس وهما وإلا لكان العديد من الأشخاص الآخرين سيتحدثون عنه الآن”. ونشر موقع ويكيليكس في كانون الأول الماضي أربع وثائق مسربة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تستبعد استخدام غاز الكلور في مدينة دوما بريف دمشق وتكشف أن “اختصاصيين في علم السموم استبعدوا أن تكون الوفيات جراء التعرض لمادة الكلورين” في دوما وذلك في تأكيد جديد على تلاعب المنظمة بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم.