سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


عملية باردو.. 5 سنوات على إرهاب إخوان تونس


في منتصف نهار 18 مارس/آذار 2015، اقتحم مسلحون بهو البرلمان التونسي والمتحف التاريخي "باردو" في هجوم إرهابي خلف 22 قتيلا و45 جريحا واحتجاز نحو 200 سائحا لقرابة 4 ساعات قبل أن تتمكن قوات الأمن من تحريرهم.
حدث ما زال يطرح تداعياته في المشهد التونسي حسب العديد من الخبراء، الذين يؤكدون أن جزءا كبيرا من نشاط الجماعات الإرهابية في تونس هو أحد إفرازات تنظيم الإخوان الإرهابي التي حاولت غزو الفضاء التونسي منذ عام 2011. حسين الزواري أمين العاملين بمتحف "باردو" يروي لـسيريا ستار تايمز تفاصيل ذلك اليوم قائلا: "هاجم ثلاثة أشخاص في العشرينيات من عمرهم المتحف بإطلاق النيران ورشق السياح الأجانب بالقنابل اليدوية". ومتحف باردو هو ثاني متحف في العالم في فن الفسيفساء يضم آلاف اللوحات الخاصة التي تعود إلى القرن الثاني قبل ميلاد المسيح وحتى القرن السادس بعد الميلاد . ويصف الزواري ذلك اليوم بالعصيب الذي أحس فيه بالرعب أمام ثلاثة شبان لم يكن يتملكهم إلا شهوة القتل والذبح، ولولا أنه اختبأ في أحد أركان المتحف لكان ضمن ضحايا الهجوم. وأفادت وزارة الداخلية في حينها بأن أغلب الضحايا كانوا من السياح الفرنسيين الذين تعودوا زيارة المتحف الذي يتموقع في البهو الخارجي لمقر البرلمان في تونس منذ أكثر من 40 عاما. وتابع الزواري أن العملية الإرهابية كانت في اليوم نفسه الذي ناقش فيه البرلمان التونسي أحدث قانون للإرهاب الذي شملت عقوباته سجن كل شخص شجع وأسهم في نشر الإرهاب في تونس، مؤكدا أنه كان يوما "مرعبا" نفذه شباب غرقت رؤوسهم بالتطرف والأفكار الإرهابية دون وعي وتقف وراءهم "آلة" إجرامية هي تنظيم الإخوان.

الذكرى الخامسة لرعب سكن تونس

بدوره، يقول الخبير الأمني سفيان الديماسي في تصريحات، إن الشبان الثلاثة الذين اقتحموا المتحف المحاذي للبرلمان أقاموا قبل أشهر من العملية الإرهابية في منزل شخص يدعى عبد الحق التاغوتي، وهو منتمٍ إلى حركة النهضة الإخوانية منذ عام 2011، مؤكدا أن القضية المرفوعة ضد التاغوتي ما زالت تراوح مكانها في مكتب التحقيق في الجرائم الإرهابية. وأضاف الديماسي أن هدف الإرهابيين كان الوصول إلى داخل البرلمان واغتيال نواب اليسار التونسي في تلك الفترة (15 نائبا من الجبهة الشعبية) وتصفية خصوم الإخوان في تونس. وقد قام بالعملية 3 أشخاص تم التعرف عليهما هم: ياسين العبيدي وحاتم الخشناوي ورمزي القروي، وكانوا ضمن أحد الأنشطة التي دعمتها حركة إخوان تونس في بدايات عام 2013. وأضاف الديماسي أن الإرهاب لم يجد تموقعه في تونس إلا بحلول حركة النهضة على رأس المواقع المتقدمة، خصوصا في المواقع الأمنية المتقدمة في ظل حكومة حمادي الجبالي (2012) وعلي العريض (2013). ويعد كثير من المراقبين أن ما حدث في تونس منذ 5 سنوات كان رعبا زرعه الإخوان لاستمالة الشباب المتطرف واحتضانه وتوظيفه في ألاعيب السياسة الجانبية.

الإخوان والإرهاب.. تبادل الأدوار

ويرى مراقبون أن العلاقة بين حركة النهضة والجماعات المسلحة هي علاقة "عضوية" تفرضها فلسفة تبادل الأدوار بين الإخوان والحركات الإرهابية من أجل زرع "شوكة " التخويف والسيطرة. المفكرة التونسية ألفة يوسف تطرح في محاضراتها الفكرية أن علاقة حركة النهضة بالإرهاب هي علاقة قديمة انطلقت منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما قام قيادات من حركة النهضة بتفجير النزل السياحية في مدينة سوسة عام 1986. ولا تقف أصابع الاتهام عند خصوم الإخوان اليساريين، حيث تعالت الأصوات المتهمة لراشد الغنوشي بالعمل على تشكيل جماعات إرهابية منذ عام 1990 لجعلها ورقة ضغط ضد النظام التونسي.
ويفيد الناشط عبدالصبور المدني في تصريحات، بأن راشد الغنوشي يستعمل الجماعات الإرهابية في كل خطواته السياسية وعملية "باردو" هي جزء من تاريخ الرجل الذي انطلقت من بين أجنحته كل حركات الدماء السائلة في تاريخ تونس، مذكرا بأن تورطه في العمليات الإرهابية في تونس وخارجها تشهد عليها الرسائل السرية التي نشرها عضده الأيمن (صالح كركر) في منتصف الثمانينيات. كركر أحد مؤسسي حركة الاتجاه الإسلامي عام 1981 التي أصبحت بعد حركة النهضة في عام 1989. ويتابع المدني أن عملية باردو تجد استرسالها في أحداث إرهابية عرفتها تونس منذ أسبوعين في محيط السفارة الأمريكية. وقد قام انتحاريان بتفجير نفسيهما في مطلع شهر مارس/آذار أمام السفارة الأمريكية وراح ضحيتهما عنصر أمني وجرح العديد من قوات الأمن التونسي.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,