لأول مرة.. الأسماك تظهر في قنوات فينيسيا المائية مع تفشي كورونا
رغم حالة الإغلاق التي تشهدها إيطاليا في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، يبدو أن الأمر كان له جوانب إيجابية انعكست على وضوح ونقاء القنوات المائية في مدينة فينيسيا مع تراجع نسب التلوث. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن القنوات المائية التي عادة ما تكون عكرة أصبحت واضحة بما يكفي لترى أسراب الأسماك تحت سطح المياه. ويبدو أن الأمر كان ذو فائدة أيضًا بالنسبة للبجع الأبيض الذي كان يجوب القنوات المائية بمدينة البندقية، التي أصبحت ساحاتها وأزقتها الآن خاوية بعدما كانت مكتظة. وقال أحد السكان المحليين في المدينة يدعى ماركو كابوفيلا (40 عامًا) إنه لم ير أبدًا المياه بهذا الوضوح والنقاء، بعد تصويره الأسماك تحت السطح.
وهذا النقاء "المذهل" للمياه يتناقض مع القنوات التي اعتادت أن تكون عكرة، حيث قال كابوفيلا: "المدينة ليس بها مجارير، لذا من الطبيعي أن يذهب كل شيء إلى القنوات، من بينها المنظفات ومواد التجميل، لكننا وبفضل الحجر الصحي، نشهد بيئة أكثر نظافة".
وقالت مارتينا بيتوني (33 عامًا) موظفة بنك إن مشاهدة الكثير من الأسماك في القنوات المائية كان مشهدا نادرا للغاية قبل الحجر، مضيفة: "آمل أن نتعلم من تلك الأوقات الصعبة، وعندما ينتهي هذا الأمر، ستكون البندقية قادرة على تحقيق التوازن بين حشود السياح والنظافة".
وأظهرت صور لبرنامج تابع لوكالة الفضاء الأوروبية التراجع الحاد في التلوث بشمالي إيطاليا، وتضمنت تراجعا هائلا في معدلات ثنائي أكسيد النيتروجين في البندقية وغيرها من المدن الرئيسية، مثل: ميلانو، وتورينو، وبولونيا. كما هناك مؤشرات على تراجع ثنائي أكسيد النيتروجين في روما، بالرغم من أن إجراءات الحظر الصحي لم تفرض منذ مدة طويلة.
من جانبها، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مكتب عمدة البندقية قال إن "المياه تبدو أكثر وضوحاً بسبب قلة الحركة على القنوات المائية، ما يسمح للرواسب أن تبقى في القاع." وأوضح أن "حركة القوارب تأتي بالرواسب إلى سطح الماء"، مشيرًا إلى أنه ربما لم تنخفض نسبة تلوث المياه، لكن جودة الهواء تحسنت.