الولايات المتحدة تحول من مكافحة التمرد والحرب العالمية على الإرهاب إلى بناء استراتيجية لمواجهة الصين وروسيا
إن الولايات المتحدة في عملية تحول من مكافحة التمرد والحرب العالمية على الإرهاب، التي حددت سياسة الولايات المتحدة لما يقرب من عقدين، إلى بناء استراتيجية لمواجهة الصين وروسيا.
كتب سيث فرانتزمان في صحيفة "جيروزاليم بوست" مقالاً يتناول فيه ما سبق أن كتبه النائب السابق لقائد القيادة الشمالية الأميركية الجنرال ستيفن بلوم في موقع "ميلتري تايمز" حول الوجود الأميركي في سيناء. وإليكم ترجمة المقال: هناك مخاوف من أن يعيد مسؤولو الدفاع الأميركيون النظر في التزام أميركا تجاه سيناء، في أعقاب قرار بمراجعة التزامات الولايات المتحدة بالقوة في أفريقيا وكذلك في أفغانستان ومناطق أخرى. تأسست القوة المتعددة الجنسيات في عام 1981 لحماية معاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل". وقد أشار بلوم في مقالته في 16 آذار/مارس إلى أن الولايات المتحدة موّلت القوة في سيناء بمبلغ 30 مليون دولار. ظهرت تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة كانت تعيد النظر في التزامها تجاه القوة المتعددة الجنسيات في وقت سابق من هذا الشهر، وأفيد أن رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية مارك ميلي "يعيد تقييم" الدور الأميركي، بحسب تقارير في موقع واللا" وصحيفة "هامودياع"، التي أشارت إلى أن "التقرير نقل عن خبراء قانونيين قولهم إن الولايات المتحدة لا يمكنها الانسحاب من القوة المتعددة الجنسيات بالكامل، لأن مشاركة القوات الأميركية شرط لوجود معاهدة السلام". ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تقلل من التزامها. ذات مرة كان هناك ما يقرب من 1200 عنصر أميركي في شبه الجزيرة، حين قال الجنرال مارك ميلي للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب في شباط/فبراير، إن على أميركا أن تدرس ما إذا كانت مهمة سيناء لا تزال منطقية بالنسبة للقوات الأميركية. أما اليوم، فتضم القوات المتعددة الجنسيات أكثر بقليل من 450 عنصراً أميركياً. بلوم كتب أن الانسحاب الأميركي يمكن أن "يعيق مهمة القوة" ويؤدي إلى أثر الدومينو وانسحاب الدول الأخرى، مشيراً إلى أنه "بالإضافة إلى الخدمة في مناصب قيادية رئيسية، فإن الوحدة الأميركية لقوات MFO تقوم بدوريات في الجزء الجنوبي من المنطقة C المنزوعة السلاح في سيناء. يمكنني أن أشهد على أهمية مهمتهم والدور القيادي الذي يلعبه هؤلاء الجنود في تعزيز مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط". تساعد القوة المتعددة الجنسيات في ضمان عدم الحاجة إلى تعزيز عسكري في سيناء، كما تساعد الولايات المتحدة على لعب دور تاريخي في الحفاظ على السلام بين "إسرائيل" ومصر. شهد العقد الأخير زيادة في الهجمات الإرهابية في سيناء، بما في ذلك هجمات على "إسرائيل". إن الولايات المتحدة في عملية تحول من مكافحة التمرد والحرب العالمية على الإرهاب، التي حددت سياسة الولايات المتحدة لما يقرب من عقدين، إلى بناء استراتيجية لمواجهة الصين وروسيا. كجزء من هذا، تريد الولايات المتحدة تحويل الموارد من 80 دولة تقريباً، حيث تنتشر قوات خاصة للقيام باستثمارات عسكرية كبيرة. إدارة ترامب كانت متحفظة أيضاً على مواصلة "الحروب التي لا تنتهي" في الخارج، لكن الدور في سيناء صغير نسبياً وغير مكلف. وأكد بلوم أن "تحويل عدة مئات من القوات وبضعة ملايين من الدولارات ليس كافياً للتعامل مع المنافسين شبه الأنداد، ويقلل من الأهمية الكبيرة للعدد المحدود من الجنود والدولارات الأميركية في الحفاظ على السلام في سيناء. بينما يتطلع صنّاع السياسة إلى تقليص البصمة العسكرية الأميركية في الخارج، يجب أن يكونوا حريصين على عدم الانزعاج عندما يكون الوجود الأميركي فعالاً للغاية". إلى جانب الانسحابات من سوريا وربما من أفغانستان والعراق، فإن الانسحاب من القوات المتعددة الجنسيات سيعطي إشارة أخرى بأن أميركا ليس لديها التزام كبير باستقرار الشرق الأوسط.