أول وفاة في روسيا بكورونا والسبب عجيب!
كشف وباء كورونا عن فقدان المناعة لدى النظام العالمي الذي ثبتت أركانه الشركات العابرة، واتضح أنه واه كبيت العنكبوت. فعدا عن التنافس الأمريكي الألماني على تصنيع عقار مضاد، كشفت إدارة ترامب أنها أسوة بإدارات الأنظمة الشمولية؛ تسعى لإخفاء الحقائق حول مدى تفشي الوباء، لولا أن اعترف حكام ولايات بأن كورونا يجتاح مدنهم، وأن النظام الصحي الأمريكي غير جاهز تماما لاحتواء الكارثة. وفِي أوروبا العجوز، هاجمت كورونا أكثر الدول تطورا وفقا للتصنيفات التقليدية، وفيما كانت الصين تصارع الوباء بابتكارات مدهشة، مثل بناء مستشفيات في غضون أيام، ظهرت القارة العجوز عاجزة عن توفير الرعاية الكافية للمصابين في إيطاليا التي سجلت أعلى نسبة وفيات، وسط تقارير تشير إلى أن المستشفيات لم تتمكن من معالجة الكهول فوق العقد الثامن، بل ربما "سهلت" رحيلهم إلى العالم الآخر. وعلى وقع انهيارات غير مسبوقة للبورصات العالمية، وآخرها بورصة نيويورك، التي أغلقت على أكثر المؤشرات احمرارا، يهرع السكان في دول الرفاه الاقتصادي، نحو المخازن والأسواق ليفرغوها من المواد الغذائية والسلع الضرورية، في مشهد يقول منتجو الأفلام الوثائقية بأنه يشبه المجاعة أيام الحروب. ولعل حرص المستهلكين على اقتناء أكبر كمية من ورق المراحيض، كان المشهد الأكثر غرابة وإثارة للضحك، وليتضح أن الناس ترى في الورق الخفيف، بديلا ربما عن نقص الكمامات! ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد عمد المستهلك الخائف من الوباء إلى الصناعة التحويلية من الخلف إلى الأمام! وانتشرت نكتة سوداء في الشارع الروسي مفادها أن روسيا سجلت أول حالة وفاة من جراء كورونا، لسيدة سقط عليها 200 كيلوغرام من البرغل اختزنتها؛ خوفا من شحة المواد الغذائية!! ومع ان عدد الإصابات في عموم روسيا الاتحادية لم بتجاوز المئة؛ إلا ان الإجراءات الاحترازية التي تتخذها السلطات؛ فهمها المواطنون على ان الوضع غاية في الخطورة، وساهمت صحف إلكترونية، اشتهرت بترويجها لنظرية المؤامرة، بترويع الرأي العام والتشكيك باجراءات السلطات البلدية والصحية وساعدت، بقدر معين، في دفع المواطنين نحو إفراغ الاسواق من المواد الغذائية وإن كانت الصورة أقل غرابة مما شاهدناه في الولايات المتحدة وفِي بعض العواصم الغربية. اما في العالم العربي، فبينما اجتمع وزراء صحة الاتحاد الاوربي عبر دائرة الانترنت؛ استمر وزراء الصحة العرب في غفوتهم. وفِي حين اتخذت دول خليجية وبلدان المغرب العربي إجراءات حازمة لتطويق الوباء وتوفير العناية اللازمة بالمرضى، اخفت الدولة العربية الكبرى، مصر، الأرقام الحقيقة للإصابات رغم ان قادمين منها الى الولايات المتحدة والى دول أوربية نقلوا الوباء الى شعوبها! وبعد مكابرة ومحاولة اخفاء المعطيات الحقيقية عن حجم الإصابات، اعترفت إيران انها مبتلية بكورونا. وبعدما تفشى اكثر، قررت قم إغلاق الأضرحة والمزارات التي كانت، ربما، احد اكثر بؤر انتقال العدوى. وركزت القيادة الإيرانبة على اتهام واشنطن، بشن حرب بيولوجية على بلدها. والحت في المطالبة برفع العقوبات عن إيران لتمكين سلطاتها من التصدي للوباء، ووجدت الدعوة ترحيبا روسيا صينيا، وصمتا أوربيا، الأمر الذي يشير الى ان أوربا العجوز حتى وهي تتداعى أمام كورونا لن تفرط بالحليف الامريكي؛ الذي اتضح انه نمر من ورق في مواجهة عدو غير مرئي. وحاول ترامب شراء ذمم أطباء ألمان يعملون على تصنيع لقاح مضاد وإغرائهم بترك بلدهم والالتحاق بالمختبرات الأمريكية، فقط كي يعلن الرئيس الأمريكي المصاب بوباء التبجح، أن الولايات المتحدة لها سبق القصب في القضاء على كورونا، مثلما يتبجح بانه قضى على الإرهاب . مع ان خلايا داعش والمليشيات الرديفة لا تتوقف عن إقلاق دول عربية وإسلامية وأوربية. انه النظام الامريكي القائم على الربح اولا وأخيرا. وحتى حين وصل الوباء الى الكونغرس بعدوى عدد من الأعضاء، فان الادارة الامريكية تبقى تتعامل مع الجائحة وفق حسابات الربح والخسارة، سواء في تعاملاتها مع الحكومات المبتلاة بالوباء أو من خلال حملتها الوطنية لتطويق الإصابات الآخذة بالتفشي اكثر فاكثر ، تماما مثل الجوائح التي أصابت وتصيب دولا فقيرة في إفريقيا. كورونا الخبيث كشف عن العورات، ورفع مؤشر الخوف، ليهبط بمؤشر البورصات لنظام اقتصادي عالمي يستند الى الابتزاز، والغنى الفاحش لحفنة من الأثرياء على حساب مليارات البشر.