عمليات الجيش الأميركي تحت تأثير كورونا: اضطراب وتأخير وعرقلة
فيروس كورونا يؤدي إلى تغيير طريقة عمل القيادة العليا العسكرية الأميركية، ووزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، يقول إن "المهمة الأولى للجيش الأميركي تبقى تأمين حماية الشعب الأميركي والبلاد ومصالحنا في الخارج".
تسبب فيروس كورونا المستجد الذي أجبر السلطات على إبقاء العسكريين داخل قواعدهم باضطراب في عمليات الجيش الأميركي في العالم، من تأجيل الانسحاب من أفغانستان إلى خفض الوجود في العراق وإلغاء تدريبات وتوقف في التجنيد. وأكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر لقناة "فوكس نيوز"، أمس الجمعة، أن "المهمة الأولى للجيش الأميركي تبقى تأمين حماية الشعب الأميركي والبلاد ومصالحنا في الخارج"، معتبراً أن "كل شيء تحت السيطرة". وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في العراق وسوريا، عن "إعادة انتشار" لقواتها في المنطقة. وقالت القيادة المركزية في بيان إنه "لمنع انتشار كوفيد-19، علق الجيش العراقي كل تدريب"، موضحةً أنه "نتيجة لذلك سيرسل التحالف مؤقتاً إلى بلدانهم في الأيام المقبلة بعض العناصر المتخصصين في التأهيل". وكانت معلومات للميادين أفادت تسليم قوات التحالف الأميركي قاعدة الفوسفات في مدينة القائم للجيش العراقي، مشيرةً إلى أن العملية تمت صباح الخميس الماضي. وذكرت المعلومات أنّ التحالف الأميركي قد يعيد النظر بوجوده في قاعدة القيارة جنوب الموصل مركز نينوى. قوات التحالف الأميركي انسحبت الأربعاء الماضي أيضاً من القائم وسلمت منشآتها للقوات العراقية، كما أكد مسؤولون في التحالف أنه يعيد تمركز المئات من قواته خارج العراق. وقال المسؤولون إن قوات التحالف ستغادر 3 قواعد من بين نحو 12 قاعدة منتشرة في العراق، من بينها قاعدتا القيارة وكركوك. وفي أفغانستان حيث بدأت الولايات المتحدة سحب أكثر من خمسة آلاف جندي في مرحلة أولى من تنفيذ اتفاق مع حركة "طالبان"، توقفت كل التحركات. وأعلن الجنرال أوستن ميلر قائد القوات الأميركية في أفغانستان "لحماية قوتنا وهي في صحة جيدة حالياً" تجري تعديلات "ضرورية" عبر "وقف كل التحركات على ساحة الحرب". وأوضح الجنرال ميلر في بيان الخميس الماضي أنه "في بعض الحالات ستدفع هذه الإجراءات بعض عناصر القوات المسلحة إلى البقاء (في أفغانستان) إلى ما بعد الفترة المقررة وسيواصلون مهامهم". ومنذ ظهور فيروس كورونا المستجد، ألغي عدد من التدريبات العسكرية خصوصاً في كوريا الجنوبية وإفريقيا. وتم تقليص التدريب الواسع المعروف باسم "ديفندر-20" الذي كان يفترض أن يشارك فيه عشرين ألف جندي أميركي في القارة الأوروبية في زمن "المنافسة الاستراتيجية" مع موسكو، إلى حد كبير. واعترف الوزير الأميركي لسلاح البر راين ماكارثي، بأن "ديفندر-20" الذي يفترض أن يكون أكبر تدريب للجيش الأميركي في أوروبا منذ 25 عاماً، سيجري "بنسبة 45 بالمئة". وفي كل مكان، وضع العسكريون الأميركيون في قواعدهم التي تراقب مداخلها بدقة، عبر استمارات وقياس درجات الحرارة. والعسكريون الذين يعانون من عوارض أو أصيبوا بالعدوى يوضعون في حجر صحي في غرف منفصلة بينما تتخذ إجراءات الوقاية الصحية والحد من الاتصالات وتطبق بصرامة، وفق نظام انضباط الجيش. ومنعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منذ بداية الشهر العسكريين من الرحلات الدولية، سواء للسفر إلى الخارج أو للعودة إلى عائلاتهم. وأدى فيروس كورونا إلى تغيير طريقة عمل القيادة العليا العسكرية الأميركية. فوزير الدفاع ورئيس أركان الجيوش لا يتحدثان حالياً إلا عبر الفيديو. وحتى التجنيد الذي يرتدي أهمية خاصة في الربيع مع انهاء المرشحين لدراستهم، أصبح يجري عبر الانترنت، كما قال رئيس أركان القوات البرية الجنرال جيمس ماكونفيل. وصرح الجنرال ماكونفيل في مؤتمر صحافي أنه "سننتقل إلى التجنيد الافتراضي"،مشيراً إلى أن "الجزء الأكبر يجري على شبكات التواصل الاجتماعي وهذا يسمح لنا بحماية جنودنا وكذلك المجندين الجدد". وكانت وزارة الدفاع الأميركية، قالت الأربعاء الماضي، إن "عدد الجنود الذين أكدت الاختبارات إصابتهم بفيروس كورونا ارتفع إلى 49، بعد أن كانوا 36 مصاباً الثلاثاء". وأضافت الوزارة أن الإصابات لم تقتصر على الجنود، إذ "أصيب بالفيروس 14 موظفاً مدنياً و19 آخرين من عائلاتهم، إضافة إلى 7 متعاقدين".