منعهما كورونا من الاحتفال بزفافهما.. فقررا إقامته في شرفة منزلهما!
في حين أنك قد تقضين شهورا في التخطيط لحدث مهم في حياتك الشخصية، يأتي آمر مفاجئ فيقوم بتغيير مسار حياتك وما تخططين له خلال أيام، وهو ما حدث مع ثنائي إسباني أمضيا ما يقرب من عام في التخطيط ليوم زفافهما، بدءا بالورود وبطاقات المدعوين الموزعة على 190 مقعدا، إلى فستان العروس. وفي التفاصيل فإنَّ الثنائي دانييل كامينو وألبا دياز واجها عقبة دخول إسبانيا فيما يشبه عزلا تاما؛ ما يعني عدم تمكنهما من إقامة زفافهما الذي كان مقررا يوم السبت الماضي، وهو ما جعلهما يقرران الدخول في خطةٍ بديلة لإتمام الزواج؛ إذ لجآ إلى تغيير مكان الزفاف واعتماد شرفة منزلهما لإعلان الزواج. وحسب ما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنَّ ألبا التي تعمل منسقة حفلات زفاف، خططت لكل تفاصيل حفل زفافها؛ إذ حوَّلت مستودعا في قرية شمالي إسبانيا إلى قاعة الزفاف التي تحلم بها، وبالفعل كان دانييل وإلبا ينويان إقامة الحفل ولكنهما ومع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في بلدهما، أدركا أنهما لا يمكنهما إقامة الزفاف مثلما خططا له.
وبعد حالة من اليأس تركا القاعة كما هي، وعادا إلى منزلهما في مدينة لا كورونيا، لتدخل إسبانيا وبعد ساعات في حالة شبه تامة من العزل، وحظرت الحكومة جميع التجمعات الاجتماعية، وأمرت السكان بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة. فما كان من دانييل إلا أن يقترح المضي قدما في إقامة الزفاف، لكن مع إدخال بعض التعديلات عليه وهو الزواج أمام النافذة، خصوصا وأنَّ الضيوف أرسلوا صورا لهم يظهرون فيها وقد ارتدوا ملابسهم وصففوا شعورهم دون أن يكون أمامهم أي مكان للذهاب إليه. واستعان الزوجان بجارهما لإدارة مراسم الزواج من نافذة منزله، كما استعانا بآخر ليكون الشاهد على الزواج، وارتدت ألبا الفستان الذي حاكته قبل تغيير خططهما، في حين ارتدى دانييل بدلة استخدمها في حفل زفاف حديث، أما باقة الزهور فاستخدمت فيها ألبا بعض الزهور الموجودة في منزلها، ووقف الاثنان يصيحان “أقبل الزواج منك” من شرفة منزلهما، بينما يهتف الجيران لهما.
واستهل الجار المراسم صائحا من نافذة منزله: "في هذا اليوم المميز اثنان من أصدقائنا يتزوجان"، ليتردد صوته في الشارع؛ ما دفع أشخاصا آخرين للنظر من نوافذهم، وسرعان ما بدأ العشرات يهتفون لهما، بينما ألقت ألبا باقة زهورها على منزل صديقة لها تعيش مقابلها. يُذكر أن إسبانيا عاشت أسبوعا قاتما، بعدما تمكن فيروس كورونا المستجد من حصد أرواح 1000 شخص، حيث ارتفعت حالات الإصابة المؤكدة ارتفاعا حادا إلى ما يقرب من 20 ألف شخص.