كورونا يُحير ترامب.. الصحة أم الاقتصاد؟
بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باتت الصورة واضحة أن جو بايدن هو المرشح الديمقراطي الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. لكن الرجل يواجه خصما آخر متخفيا هو فيروس كورونا الذي أغرق الولايات المتحدة في حالة غموض بدأ الرجل يقلق من تداعياتها على مصيره السياسي وإرثه الاقتصادي. ولأسابيع، بدا ترامب تارة، وكأنه يقلل من حجم خطر فيروس كورونا الذي اعتبره أنه ليس أخطر من الإنفلونزا الموسمية وسيختفي في يوم ما، وتارة آخرى يطمئن الجمهور المنهك ويحثه على الوقاية لتجنب الإصابة بالوباء العالمي. وما بين أولويات الصحة وضرورات الاقتصاد في زمن كورونا، هل ينجح ترامب الذي شبّه نفسه من قبل بأنه رئيس لـ"زمن الحرب" في مواجهة عدو غير مرئي.
على الرغم من انتشار فيروس كورونا شديد العدوى بشكل سريع في الولايات المتحدة واستعداد المستشفيات لموجة من حالات الوفاة المرتبطة بالفيروس، قال ترامب، في مؤتمر صحفي، الإثنين، إنه يدرس كيفية إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي بعد انتهاء فترة إغلاق مدتها 15 يوما، الأسبوع المقبل. وشدد الرئيس الأمريكي على أنه لن يُسمح "بأن يتحول ذلك إلى مشكلة مالية تستمر فترة طويلة". وقبل أسبوع، أعلن ترامب أنه يستهدف إبطاء انتشار المرض خلال 15 يوما بما في ذلك الحد من السفر غير الضروري. وفي الوقت نفسه توقف النشاط الاقتصادي في بعض الولايات. لكن مع مشاهدته لفقدان كثيرين وظائفهم ولهبوط حاد في أسواق الأسهم ومواجهته معركة صعبة لإعادة انتخابه، أظهر الرجل قلقه لمساعدين وحلفاء من تأثير القيود على صحة الاقتصاد على المدى البعيد. وقال ترامب للصحفيين إنه من الممكن استئناف النشاط الاقتصادي في الولايات التي بها ما وصفه معدلات بطيئة نسبيا من الإصابة بفيروس كورونا. وأضاف: "لو تُرك الأمر للأطباء سيقولون فلنغلق العالم كله". لاري كودلو المستشار الاقتصادي الكبير لترامب، أشار إلى احتمال حدوث تغيير في السياسة. وفي مقابلة أجراها في وقت سابق مع شبكة فوكس نيوز، قال كودلو إن "الرئيس على صواب. العلاج لا يمكن أن يكون أسوأ من المرض. علينا أن نقوم ببعض المقايضات الصعبة". ومنذ الإرشادات التي أعلنها ترامب، الأسبوع الماضي، تزايدت حالات الإصابة بكورونا أكثر من 15 مرة.
في هذه الأثناء، دعت سلطات نيويورك التي باتت بؤرة وباء كورونا المستجد في الولايات المتحدة، الرئيس ترامب إلى فرض إجراءات عزل إلزامية على المستوى الوطني. وسجلت نيويورك أكبر مدينة أمريكية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي تعد 8,6 مليون نسمة، أكثر من 12 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، أي ثلث الحالات المسجلة تقريبا في الولايات المتحدة. وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، الإثنين، إن على الحكومة الفيدرالية أن تصدر أوامر مثل "البقاء في المنازل" في كاليفورنيا وإجراءات مشابهة يتم تطبيقها في نيويورك، في جميع أنحاء البلاد. وحتى يوم أمس الإثنين، سجلت الولايات المتحدة الأمريكية 33453 حالة إصابة بفيروس كورونا، فيما ارتفع عدد وفياتها إلى 400. فماذا إن قتل كورونا الآلاف في الولايات المتحدة، وألحق دمارا كبيرا باقتصادها؟ وهل سيؤثر ذلك على هوية الرئيس القادم؟ الإجابة لدى الناخبين في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.