خطاب ترامب لمحاربة كورونا يورط زوجين.. الرجل توفي والمرأة بالعناية!
تسببت مادة "فوسفات الكلوروكين"، بوفاة رجل أميركي ووضع زوجته في العناية المركزة بعد أن قاما بتناوله ظنًا منهما أنها تحمي من فيروس كورونا المستجد بعد أن تحدث الرئيس دونالد ترامب عن الفوائد المحتملة لعلاج "الكلوروكين" في أحد خطاباته. وقالت شبكة "إن بي سي" الإخبارية، إن المادة التي تناولها الزوجان لم تكن على شكل دواء "الكلوروكين"، المستخدم لعلاج الملاريا عند البشر، بل كان مكونا ساما مدرجا كعلاج طفيلي للأسماك. وعلقت الزوجة بأنها شاهدت تقارير تلفزيونية تحدث خلالها دونالد ترامب عن أهمية تناول "الكلوروكين" وفوائده في الوقاية من فيروس كورنا، وقالت:"رأيت عبوة المادة على الرف الخلفي وفكرت "مهلا، أليس هذا ما يتحدثون عنه على التلفزيون؟‘".
ومزج الزوجان كمية صغيرة من المادة مع سائل وشرباها كوسيلة لمنع الإصابة بالفيروس، وخلال 20 دقيقة، أصبح كلاهما مريضا للغاية، وشعرا، في البداية، "بالدوار والحمى"، ثم بدأت هي بالتقيؤ، فيما بدأت مشاكل التنفس لدى الزوج. اتصلت الزوجة بعد ذلك برقم الطوارئ، وقالت: "كان المستجيبون للطوارئ يسألون الكثير من الأسئلة" عما تناولاه، لكنها كانت تجد صعوبة في التحدث، فسقطت على الأرض. وبعد وقت قصير على وصولهما إلى المستشفى، توفي زوجها. ووجهت الزوجة المريضة تحذيرا للآخرين من العلاج الذاتي، وطالبتهم الاستماع إلى الأطباء المتخصصين للحصول على أفضل نصيحة حول فيروس كورونا قائلة: "كونوا حذرين واتصلوا بالأطباء.. هذا الألم في القلب (وفاة زوجي) لن ينتهي".
من جهتها ذكرت مسؤولة في مؤسسة "بانر هيلث" الطبية في أريزونا، أن الزوجين تناولا المادة المضافة التي تسمى "فوسفات الكلوروكين"، معتقدين أنه الدواء، المعروف باسمه العام "هيدروكسي كلوروكين"، الذي تم وصفه مؤخرا بأنه علاج محتمل لكوفيد-19. وعلى الرغم من عدم الموافقة على أي دواء لمنع الإصابة بفيروس كورونا أو علاج له، فإن بعض الأبحاث المبكرة تشير إلى أن دواء "كلوروكين" قد يكون مفيدا كعلاج.
وأعلن المدير الطبي لمركز معلومات السمية والعقاقير في مؤسسة بانر هيلث، دانييل بروكس، في بيان "نظرا لعدم اليقين بشأن كوفيد-19، نتفهم أن الناس يحاولون إيجاد طرق جديدة لمنع الإصابة بهذا الفيروس أو علاجه، ولكن العلاج الذاتي ليس طريقة للقيام بذلك". ولم توافق إدارة الغذاء والدواء الأميركية لغاية الآن على "الكلوروكين" لعلاج فيروس كورونا الجديد، لكنها بدأت دراسات حول سلامته وفعاليته. يذكر أن فيروس كورونا الجديد أصاب أكثر من 46000 شخص في الولايات المتحدة وتسبب بوفاة 582 شخصا على الأقل، حتى يوم الـ 24 من مارس الجاري.