فيروس كورونا يحتجز نحو ربع سكان العالم في منازلهم
بعد تفشي فيروس كورونا الجديد وزيادة أعداد الإصابات والوفيات به في جميع أنحاء العالم، سارعت الحكومات إلى تبني إجراءات بهدف منع كبح انتشار الفيروس الفتاك قدر الإمكان.
ومن بين الإجراءات التي اتخذتها الحكومات في العديد من دول العالم، أوامر بمنع التجول أو البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى أو لاستثناءات أخرى، وألزمت التلاميذ والعديد من الموظفين بالدراسة والعمل عن بعد. واليوم، دخلت أوامر منع التجول والحجر الصحي العالمي أسبوعا كنوع من الاستجابة لتفشي وباء فيروس كورونا الجديد المتسارع، بحيث بات واحد من كل 5 أشخاص في جميع أنحاء العالم محصورون في منازلهم. وحتى اليوم الثلاثاء، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا الحديد هناك ما لا يقل عن 392 ألف حالة إصابة مؤكدة في جميع أنحاء العالم، بينما توفي أكثر من 17154 شخص جراء الفيروس نفسه، فيما تعافى منه حوالي 103 ألف شخص. وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن أول 100 ألف حالة استغرقت 67 يوما للظهور، في حين أن آخر 100 ألف حالة حدثت خلال 4 أيام فقط، غير أنه أضاف قائلا "لسنا متفرجين عاجزين".
وفي الأثناء، وجهت الحكومات في دول العالم المختلفة أوامر ببقاء ما يقدر بنحو 1.7 مليار شخص في منازلهم، باعتبار ذلك جزءا من التدابير الصارمة التي تتخذها الحكومات لحماية سكانها. ومن بين الدول التي اتخذت إجراءات صارمة بشأن الإغلاق وحظر التجول، العديد من الدول العربية، منها على سبيل المثال الأردن والكويت والمغرب وتونس وغيرها. وأصبحت بريطانيا أحدث دولة تدخل في نظام الإغلاق، بعد دخول حظر الحركة حيز التنفيذ في منتصف ليل الاثنين، وتشمل الإجراءات قيودا صارمة على التجمعات وحتى ممارسة التمارين الرياضية. وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في خطاب تلفزيوني، إن المتاجر غير الأساسية والملاعب والمكتبات وأماكن أخرى تم إغلاقها، وحذر من أنه لن يُسمح للأشخاص بالخروج إلا لشراء الطعام أو الدواء، أو ممارسة الرياضة بشكل انفرادي مرة واحدة يوميا، أو التنقل للعمل إذا لزم الأمر، وحذر قائلا "يجب أن تبقوا في منازلكم". بعد ساعات من بدء الإغلاق في بريطانيا، أعلنت السلطات الصينية أن قيود السفر في مقاطعة هوبي، مركز تفشي الوباء، سيتم رفعها يوم الأربعاء، باستثناء مدينة ووهان، التي بقيت تحت الإغلاق التام منذ 23 يناير الماضي، حيث سيتم رفعها في 8 أبريل، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية. وفي الولايات المتحدة، حيث يخضع حوالي 40 في المئة من السكان للقيود، وتم سن قوانين تجعل من تخزين الإمدادات الطبية جريمة. وسجلت في الولايات المتحدة 582 حالة وفاة وأكثر من 46 ألف حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال، في مؤتمر صحفي، إنه ليس منفتحا على فكرة تدابير الصحة العامة التقييدية المستمرة. وأضاف ترامب أنه يريد إعادة فتح الاقتصاد الأميركي في غضون أسابيع، ورفض القول ما إذا كان سيتبع نصيحة سلطات الصحة العامة في بلاده إذا طالبت ببقاء القيود المفروضة سواء أضرت بالاقتصاد أم لا، حيث قال: "لم يتم بناء بلدنا ليتم إغلاقه.. هذه ليست دولة بنيت لهذا الغرض".
وكان حاكم نيويورك، أندرو كومو، أعلن عن أكثر من 6000 حالة إصابة جديدة بالفيروس في الولاية الثلاثاء، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 23 ألف حالة، وأصبحت مدينة نيويورك، التي يقطنها 8.4 مليون شخص، واحدة من أكبر النقاط الساخنة في العالم مع وجود أكثر من 12000 شخص لديهم نتائج إيجابية، فيما توفي ما يقرب من 180 شخصا. وفي أستراليا، استمرت التداعيات بعد أن سمحت السلطات يوم الخميس لسفينة سياحية مع ركاب مرضى بالفيروس بالرسو ونزول 2700 راكب منها، ومنذ ذلك الحين، تم تشخيص أكثر من 130 شخصا بفيروس كورونا، بما في ذلك شخص توفي اليوم الثلاثاء. أما في نيوزيلندا، التي سجلت 40 حالة جديدة الثلاثاء، فتستعد لإغلاق وطني شامل يوم الأربعاء وحذرت مواطنيها في الخارج من أنه من المحتمل أن يتم إيجاد مأوى لهم في أمكان تواجدهم. ومن الأخبار السارة على صعيد المرض الفتاك، أفادت السلطات الإيطالية عن انخفاض لليوم الثاني على التوالي في الوفيات والإصابات اليومية من مرض كوفيد-19، حيث سجلت يوم الاثنين، 601 حالة وفاة، مقابل 651 يوم الأحد ومثلها يوم السبت. والحالات الجديدة يوم الاثنين بلغت 4789 شخصا، وهو رقم أقل من عدد الإصابات يوم السبت والتي بلغت 6557 شخصا. ومع ذلك، قال كبير الأطباء في منطقة لومباردي، شمالي إيطاليا، جوليو جاليرا "لا يمكننا الإعلان عن النصر حتى الآن.. ولكن هناك ضوء في نهاية النفق".