قال مصرفيون ورجال أعمال إن سوقا سوداء صغيرة للجنيه المصري عاودت الظهور في الأيام القليلة الماضية، بالتزامن مع تأثر مصادر العملة الصعبة الرئيسية سلبا بانتشار فيروس كورونا. وأشاروا إلى أن معاملات غير رسمية جرت، حيث تم بيع الدولار عند سعر 16.15 جنيه مصري، مقارنة مع سعر معروض يبلغ 15.75 جنيه بمكاتب الصرافة والبنوك. وقالت شركة "نعيم" للوساطة في مذكرة الاثنين إن "الدولار متداول بين 16.10 و16.15 جنيه في السوق الموازية (السوداء)، لكنها تداولات ضئيلة، مع تأجيل المستوردين الطلبيات"، وأضافت أن "البنوك بدأت ترشيد أرصدة النقد الأجنبي لديها (معطية الأولوية للواردات الضرورية) تكيفا مع تراجع التدفقات القادمة من السياحة ومع نزوح الأموال الساخنة". وعن سبل دعم الجنيه المصري، قالت الشركة: "في ضوء توقع نضوب السيولة (الأجنبية) بين البنوك بدرجة أكبر في الأشهر المقبلة، نتوقع أن يعمد (البنك المركزي) من حين لآخر إلى سد العجز عن طريق بيع الدولار إلى البنوك"، مضيفة أنها تتوقع تراجع الاحتياطيات الأجنبية بين مليار و1.5 مليار دولار شهريا. لكن شركة "نعيم" للوساطة أصدرت الثلاثاء تصحيحا لمذكرتها ونفت وجود سوق موازية للعملة. وفي الأسبوع الماضي، علقت الحكومة جميع الرحلات الجوية التجارية، في مسعى لاحتواء التفشي الفيروس، في خطوة مدمرة للقطاع السياحي الذي در على البلد 12.5 مليار دولار في 2019. وأوردت صحيفة "المال" الاثنين أن عدد سفن الحاويات المارة بقناة السويس تراجع 7.3% في فبراير الماضي، في مؤشر إلى أن فيروس كورونا يقلص حركة التجارة العالمية. لكن على الرغم من ذلك، تملك مصر في خزائنها ما يكفي لدعم العملة الوطنية، حيث تمتلك احتياطيات أجنبية بقيمة 45.51 مليار دولار سجلتها في نهاية فبراير الماضي.